تبرزُ قِصَّة نجاح مركِز الصِّحة الإِنجابيَّة بمُستشفى المُنيرة الرِّيفي من حيثُ كونهُ مُهِمَّةً إِنسانيَّة عظيمة، بدأَناها بموارِد محدودة، وبتحدياتٍ كبيرة. حيثُ بدأَنا العمل هُناك بطبيبة (أَخصائِيَّة النِّساء والتَّوليد) وأربع قابِلات؛ يُقدِمن خدمات الصِّحة الإِنجابيَّة البسيطة للنِّساء، وفي غضون فترةٍ وجيزةٍ رُبما لا تتجاوز الشَّهرين تمكّنا من تطوِيرِهِ بشكلٍ لافِت من خِلال تزويده بالمُعدَّات والتَّجهيزات الفنيَّة الحديثة، ورفدِهِ بكفاءات طبيَّة وتمريضيَّة؛ لِتُقدِّم من خِلاله خدمات طبيَّة نوعيَّة عالية الجودة، ما جعلَ منهُ صرحا طبيّا مُميَّزا، يُضاهي مراكِز القِطاع الخاص، ورُبما يزيد عليها في كثيرٍ من الجوانِب، خصوصا أَنَّهُ أَصبح يُقصد من أَكثر من خمس مُديريّات مجاوِرة للمُنيرة ومديريات أخرى مجاورة من محافظة حجّة، بعد أَن أَصبح حاليا يُدار بكادر يبلغ (54) شخصا من أَطِبّاء أَخصائِيين وفنيين ومُمرضين وإِداريين. حقّق المركِز مُعادلة غاية في الأَهميَّة -وهي ما جعلت المُستفيدين يتسابقون عليه حيثُ يستقبل بشكلٍ يومي قرابة المائِة حالة- تقوم على جودة الخدمات، مجانيَّة التَّكاليف -بالرَّغم من تواجده في مُديريَّة نائِيَّة على الخارِطة الجُغرافيَّة للمُحافظة، وجُهِّز بأَحدث المعدات الطِّبيَّة: من غُرفة العمليات القيصرية والجراحة العامة، قسم الرُّقود للنِّساء والرِّجال، الطَّوارئ التَّوليديَّة، الطَّوارئ العامَّة، العيادات الطِّبيَّة المُتخصِصة (الأَطفال، الجراحة، الباطِنة)، والأَشعة والمُختبر، ومرفود بصيدليَّة تُقدِّم الأَدوية للمرضى مجانا، ويعمل المركز على مدار الأَربع وعشرين ساعة. مؤخرا تمَّ تزويد المُستشفى بسيّارة إِسعاف مُجهزة بالأَدوات اللَّازِمة لخدمات الطَّوارئ، ومُستلزمات الإِسعاف الأَوَّلي، الإِنعاش، والتَّوليد، مُطابِقة للمواصفات القياسيَّة الأُوروبيَّة EN 1789؛ لتُستخدم لنقل الإحالات (التّي يتعذّر التّعامل معها) بجميع أَنواعها إِلى أَقرب المُستشفيات في مدينة الحُديدة. أَمَّا في جانِب البُنية التَّحتيَّة فقد تمَّ تحديث أَغلب غُرف وأَجنحة المُستشفى وإِعادة تأَهيلها وهي قيمة مُضافة لجودة الخدمات المُقدَّمة في المُستشفى، ويتم حاليا إِنشاء مساحة صديقة للأُم والطِّفل والتَّي تشمل مناظِر خضراء ومنطقة للعب الأَطفال؛ توفِّر بيئة آمِنة، وترسم البسمة على وجوههم، وتُمكِنهم من المُشاركة بأَنشِطة مُنظَّمة للتَّنفيس والتَّأَقلُم والتَّعبير عن أَنفسهم.