لنجعل ماتعلمناه سلوكاً نحياه .. بأيدينا نحمي قريتنا من الأمراض بطاقة (حراس البيئة) ، التي كتب عليها عبارة : (لنجعل ماتعلمناه سلوكاً نحياه .. بأيدينا نحمي قريتنا من الأمراض) هي بداية مشوار (انتصار عبدالباري شرف) لحماية قريتها (مسار بيت القانص) من الأوبئة التي تسببها النفايات ، وذلك بعد أن نفذ مشروع (الاستجابة الطارئة لتفشي الكوليرا) حملة توعوية للتعريف بالكوليرا ومسبباته وكيفية الوقاية منه ، بمشاركة : مؤسسة كل البنات للتنميةAGF ، منظمة الاستجابة الدولية ، مكاتب الصحة . حيث أن (مديرية مناخة) كانت إحدى المديريات المستهدفة في هذا المشروع. مما لاشك فيه أن انتصار الفتاة الريفية البسيطة أدركت أنه يجب على الجميع الحفاظ على البيئة ، وأن النفايات أحد المسببات الرئيسية لإحداث الاضطرابات البيئية والتلوث الذي يصل مداه إلى جميع عناصر البيئة المُحيطة بنا. إنها لم تدرك أهمية الحفاظ على البيئة بصمت!! ، بل قامت بعمل بطاقة تشجيعية أسمتها (بطاقة حراس البيئة) ووزعتها على العديد من الأطفال والنساء في القرية ، وشرحت لهم كيفية جمع النفايات وموقع جمعها ، ومن ثم التخلص منها بشكل آمن ، وذلك عن طريق (الحرق) ، وبعد ذلك يتم غسل اليدين بالماء والصابون بالطريقة الصحيحة للوقاية من الامراض , تفاعل الجميع من أجل قريتهم ، تحمس الجميع من أجل التخلص أو حتى التقليل من بشاعة إنتشار الأمراض الوبائية بين أهاليهم. .أطفال، نساء وشباب جميعهم تمسكوا بالعبارة التي حملوها (لنجعل ماتعلمناه سلوكاً نحياه) وجعلوا من تطبيقهم لها عملاً على أرض الواقع له الأثر كبير على نظافة قريتهم وجمال منظرها . (بأيدينا نحمي قريتنا من الأمراض) ، عبارة أخرى تحملها البطاقة بجانب العبارة السابقة ، لو دققنا فيها لوجدنا الدافع النفسي والمجتمعي لإنجاح هذه الحملة جعل انتصار تكتب عباراتها بصورة خلقت بداخل كل من يحملها (روح التعاون ، والإنتماء ، والإصرار على تخليص قريتهم من كل ماقد يلحق الضرر بأهاليها) ، عبارات تحمل في بدايتها الترغيب بـ (سلوك) وفي آخرها تحفيز لـ (عمل) . عمل بسيط وأثره أدهش الكثيرين ، خلق في نفوس أفراد هذه القرية (الإنجاز النافع) ، وغرس في قلوب فريق مشروع (الاستجابة الطارئة للكوليرا) حب العطاء. كما أن قرية (جبل مسار) – مديرية مناخة ، هي أيضاً من القرى التي طالها إنجازات (انتصار) البسيطة بمحتواها والعظيمة بأثرها حيث بدأت انتصار بالتفكير ، فوجدت أنها فتاة تعيش في الريف ولاتستطيع توفير قوالب للنفايات! أو حتى سلات قمامة عامة ! هذة الفتاة على الرغم من عدم قدرتها على التحكم في انتشار وباء الكوليرا في قريتها إلا أنها أدركت أن باستطاعتها التحكم في موقفها تجاه التصدي لهذا المرض !! ذكرنا سابقاً دور انتصار وتكاتف أهالي القرية في جمع النفايات وحرقها ، إلا أن (انتصار) شعرت بأن هذه الخطوة ينقصها جانب رئيسي ، وأنه لابد من التفكير في ( أين يضع أهالي القرية نفاياتهم؟) بدلاً من رميها في عدة أماكن وإعادة تجميعها مرةً أخرى! ببساطة هذه الفتاة الريفية أدركنا أن العقول العظيمة لديها (أهداف) أما الاخرى فلديها رغبات! ، تنظر انتصار لما حولها من حجار وأشجار وتتأمل هنا وهناك ولاتجد فكرة ملائمة لما تود فعله ! إلى أن حان موعد الذهاب لإحضار الماء من الأماكن البعيدة في تلك القرية! تأتي صديقاتها بـ (الدبات الصفراء) سعة (10 – 20) لتر ، التي اعتادت النساء هناك على إحضار الماء بداخلهن، فتأتي على ذهنها فكرة (إقتلاع رأس الدبه وإبقاء أسفلها لتصبح شبيهة بسلة القمامة) وبدأت انتصار في تنفيذ فكرتها وذلك بتوزيع (الدبات الشبيهه بسلة القمامة) على عدة أماكن في قريتها )مسار بيت القانص) و (جبل مسار)، وكتبت ورقة على تلك الدبات مكتوب عليها (ضع القمامة هنا) ، وأضافت إلى هذا العمل توزيع العديد من (أكياس الرز الفارغة) أو مايسمى باللهجه العامية اليمنية (الشوال) ، على العديد من زوايا قريتها ، بحيث يكون جمع النفايات أسهل مما سبق ، ويجد أهالي القرية أين يضعون نفاياتهم ، تكاتف أهل القرية ، وأعجبوا بهذا العمل ، وأصبح كل فرد وكل رب أسرة وكل امرأة وطفل بحوزته شيء من النفايات يجد (الدبات الشبيهه بسلة القمامة) أمامه. إنه إنجاز حقيقي وتفكير هادف وعمل نقف جميعاً إحتراماً له! هذه الفتاة الريفية لم تقل (لن أستطيع) لم تتذمر ولم تقف تتأمل بصمت ! بل آمنت بأن لديها من القوة والإصرار مايجعلها تحقق إنجازات كبيرة بإمكانيات بسيطة . المزيد
مصممة بارعة أمة الرزاق القزحي ، إحدى المستهدفات بدورة الخياطة التي نفذتها مؤسسة كل البنات للتنمية بالشراكة مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي Giz ضمن مشروع تشجيع الاشتمال المالي للنساء في اليمن, تذكر أمة الرزاق سبب التحاقها بدورة الخياطة قائلة " احنا بصراحه دخلنا للحاجه ، بسبب الوضع الاقتصادي المتردي في اليمن عند الجميع ، لأنه بالخياطة ممكن اخيط للناس الذي اعرفهم وجيراننا والذي أستطيع الوصول إليهم واشتغل وأعيل أسرتي بهذا الجانب ، أو على الاقل أساهم في مصاريف البيت"، وتحكي أمة الرزاق عن بداية التحاقها بدورة الخياطة "لم أكن أعلم شيء عن أساسيات وطرق الخياطة على الاطلاق ، وعندما التحقت بدورة الخياطة في المؤسسة تعلمنا كيف نرسم وكيف نبدأ نخيط على الباترون وأيضا تعلمنا أنواع الأكمام والفوط الأساسية ، ثم انتقلنا الى الفساتين وتعلمنا كيف نعمل اللمسات الاساسية للفستان واللمسات الفنية أيضا ليكون المظهر جميل وجذاب" ، تكمل أمة الرزاق حوارها "كان لمؤسسة كل البنات للتنمية الدور الكبير في التقدم الذي وصلنا له ، فقد وفرت لنا مكائن ومستلزمات الخياطة ، ووفرت لنا مدربة كانت تحاول أن تنقل لنا مالديها من خبرة ومعلومات بطريقة سهله ومرنه ، وهذه في الحقيقه أشياء أساسيه لولاها ماكنا وصلنا لما نحن عليه الان ، هنا تتحدث أمة الرزاق عن بداية انطلاقتها "بدأنا نخيط للجيران والاهل والاقارب وهناك ناس شافوا أعمالنا وتعاملوا معانا وخيطنا لهم وبما أنها كانت البداية كنا نخيط بمبالغ رمزية" تختم أمة الرزاق"نهاية هذه الدورة ليست نهاية مشوارنا بالعكس هذه بداية انطلاقتنا وبداية للتطور لفتح مشروعنا الخاص ، ونشكر مؤسسة كل البنات للتنمية وكل من كان له الدور في إيصالنا لهذه المرحلة المتميزه والمتقدمه في مجال الخياطة " المزيد
واجهت .. اجتهدت .. فأثمرت سوسن عطف الله ، فتاة كان لها تطلعات وآمال تعيش في ضواحي العاصمة صنعاء بمنطقة "بني الحارث" وكانت هذه الضواحي آنذاك تفتقر إلى التعليم بشكل كبير ، وكانت سوسن إحدى المستهدفات بالبرامج التعليمية التي قدمتها مؤسسة كل البنات للتنمية عام 2009 في مجال المهارات الإدارية والمحاسبية ، وقد كانت سوسن تعاني من صعوبة المواصلات حتى تصل للعاصمة صنعاء ، فكانت تضطر إلى ركوب سيارات النقل التي تدعى "هايلوكس" ، والتي كانت تقل المواطنين الى العاصمة في حين كان هناك ندرة وجود للنساء في هذه الانواع من سيارات النقل التي كان أغلب ركابها من الرجال ، واجهت العديد من الضغوطات والقيود بسبب أسرتها ومنطقتها التي ترفض تعليم الفتاة ، ولكنها تخطت هذه الصعوبات والعقبات بدعم نفسي وتعليمي من المؤسسة ، حتى اصبحت سوسن اليوم تعمل في وظيفة مرموقة في جامعة العلوم والتكنولوجيا ، ولها مكتب خاص بمراجعة الحسابات القانونية ، وهاهي الآن تتلقى نتيجة كفاحها وثمار جهودها . المزيد
الحرفي صانع القمريات كان يعمل الحرفي ياسر لدى إحدى محلات صناعة القمريات في صنعاء كـ (عامل) بأجر يومي زهيد ، ويتعرض لأقسى معاملات الاضطهاد والمعاناة والأجر الغير عادل ، توالت الايام وازداد الأمر سوءاً ولم يكن الأجر الزهيد الذي يحصل عليه قادر على سد الاحتياجات الاساسية له ولزوجته وأطفاله ، فقرر ياسر المطالبة برفع الأجر اليومي بما يعادل الجهد الذي يبذله في العمل ، وكانت هذه المطالبه التي كانت من حقوقه سبباً في طرده من العمل !!! وكما يقول المثل العربي : لمن تشتكي اذا كان خصمك القاضي!! شعور تتحسر منه الأفئدة عندما ترى رجلاً مخلصاً في عمله كان جزاءه الطرد من العمل لمجرد مطالبته بأبسط حقوقه ، يرى زوجته وأطفاله لامعيل لهم ، و يواجه مرارة الاحتياج . تجول ياسر هنا وهناك باحثاً عن لقمة عيش كريمة ، حتى سمع بأن مؤسسة كل البنات للتنمية تدعم الحرفيين اليمنيين ، فذهب للمؤسسة و روى للمختصين ماقد مر به ، وطالب بإعطائه فرصه لإثبات نفسه "علماً بأنه يفتقد لمهارة صنع القوالب" . فعملت المؤسسة على إعطائه فرصة لإبراز حرفته في سوق العمل ، حيث وفرت له قوالب جاهزه ، وقامت بعمل طلبية منه بحدود 200 قطعة ، وقدم ياسر هذه الطلبيه بنجاح وتم تكريمه في فعالية افتتاح حملة "ألوان القمريات تجمعنا2017" والتي أسهمت المؤسسة من خلالها في إحياء التراث اليمني ورفع دخل الأسر المنتجة للحرف الإقتصادية وعلى رأسها صناعة القمريات ، وعبرت المؤسسة عن رفضها للأجر الغير عادل والتعامل الاضطهادي الذي مارسه رئيس العمل السابق على ياسر ، وتعاملت مع هذا الحرفي بمعايير التجارة العادله والتي من أهمها : الشفافية والعدالة في السعر ، وأصبح لـ ياسر إسمه ومكانته وعمله الخاص في سوق الحرفيين. المزيد
تحدي لأعباء الحياة سلام حميد - من الفئة المهمشة في مديرية باجل , متزوجة ولديها ثلاث بنات بعمر الزهور وثلاثة أولاد لايكاد يتجاوز أصغرهم الاربعة أشهر . سلام لم تجد في محيطها الأسري أياً من أنواع السلام , بل واجهت من زوجها العنف اللفظي والنفسي بأقسى صوره , وتحملت أوزار المسؤولية بكل متاعبها , ومايزيد الأمر سوءاً ومايجعل من حياتها مأساة حقيقية هو تعرض سلام لـصراع بين ماتحصل عليه من دخل يومي , وبين (القات) الذي يطالبها زوجها بقيمة شراءه يومياً حتى وإن اضطر الأمر الى أن يأخذ منها المال لشراء القات رغماً عنها . تعمل سلام في مجال تطوير منتجات سعف النخيل (السلات) بمواصفات ومقاييس عالمية , ولم تجد ذلك الاقدام الذي تستحقه في تسويق منتجاتها , من هنا كان لمؤسسة كل البنات للتنمية الدور الفعال في المساهمة لتسويق هذه المنتجات من خلال التنسيق مع شركاء المؤسسة "مركز الأسر المنتجة في باجل" , حيث شهدت سلام في ذلك الحين ارتفاعاً ملموساً في مبيعاتها , وأتى دور المؤسسة في تشجيع سلام إنطلاقاً من مبدأ المسؤولية الاجتماعية وتمكين الحرفيين اقتصادياً من خلال الحفاظ على التراث التقليدي اليمني . وبينما بدأت شمس الأمل تشرق في حياة سلام فإذا بالحرب تقرع أجراسها إيذاناً بتردي الاوضاع الاقتصادية , حيث لم تعد سلام تملك سوقاً لبيع منتجاتها , وفي ظل التدهور الأمني والاقتصادي الذي شهدته البلاد , وبينما اعتلى صوت الأزمة على الجميع , كان من الصعب جداً على سلام دفع إيجار المنزل البسيط الذي كانت تسكنه هي وأسرتها , فما كان أمامها إلا أن تتخذ لها ولأسرتها (عشة ) في منطقة نائية في ضواحي مديرية باجل , هرباً من أهوال الحياة التي تكمن في المطالبة بالإيجارات وصعوبة إيجاد أبسط مقومات المعيشة . ومن هنا أيضاً ووسط تزاحم الظروف الصعبة , يأتي دور مؤسسة كل البنات للتنمية في تلبية نداء سلام , وذلك بالتواصل والتنسيق مع شركاء المؤسسة "مركز الأسر المنتجة في باجل" لتوفير مكان إقامة لـ سلام وأسرتها , بحيث تكفلت المؤسسة بدفع إيجار السكن وهذا مانتج عنه تخفيف لأعباء الحياة التي كانت تحملها سلام على عاتقها, ويأتي ذلك إيماناً من المؤسسة بأهمية وحتمية الدور والواجب الإنساني , الذي يعد الركيزة الأساسية لنشأة وعمل المؤسسات والمنظمات التنموية . المزيد
الخالة زهرة من عواصف الخذلان .. إلى شاطئ الأمل .. الخالة زهرة .. (عاملة نظافة ) .. تبلغ من العمر (50 عاما) أي ان الكبر قد طرق أبوابها . ورغم ذلك فهي تعول أسرتها , أضف الى ذلك أن إحدى بناتها متزوجة ولديها اثنتين من البنات , وتعرض زوجها لحادث مؤسف أدى إلى عجزه عن الحركة , وبذلك أصبحت الخالة زهرة مسؤولة أيضا عن إبنتها وحفيداتها , وأتت الحرب ومايرافقها من أزمات لتضيق عليها الخناق أكثر .. ووسط كومات الجراح التي تعانيها تحدثت عن مراكب خذلان الظروف المادية التي عصفت بها الى واقع التخاذل عن إلحاق حفيداتها بالمدارس خوفاً من متطلبات ومستلزمات المدرسة , حيث أن إحدى حفيداتها يفترض أن تكون هذه السنة في الصف السابع , والأخرى في الصف الأول الابتدائي , فعملت مؤسسة كل البنات للتنمية على فتح نافذة أمل أمام الخالة زهرة وذلك بتشجيعها على تسجيل حفيداتها في المدرسة بحيث تتكفل المؤسسة بتلبية احتياجات المدرسة بما فيها (الزي المدرسي – حقيبة مدرسية – دفاتر ) وذلك إيماناً من المؤسسة بأهمية التعليم لإنتاج مجتمع واعي , والعمل على تمكين الفتاة وتعليمها . ويأتي ذلك ضمن إطار حملة العودة الى المدارس التي نفذتها المؤسسة تحت شعار" دقت أجراس مدرستي". المزيد
كادت أن تبدأ بالتنازل عن طموحها مليكة طالبة جامعية تخصص علوم حاسوب , تدرس في إحدى الجامعات الخاصة في صنعاء , تبدأ رحلة مؤسسة كل البنات للتنمية معها حين كانت شعلة من المثابرة وتملك من الاهداف والاحلام مانستطيع أن نسميه بالطموح اللامحدود , ولكن الازمات المتتالية التي مرت ولازالت تمر بها البلاد أدت الى فقدان إخوتها لأعمالهم وبالتالي توقف الدعم المادي لدراستها, فلم تعد تملك خيار سوى التفكير بإيقاف القيد في الجامعة , وكان اليأس يتسلل إليها كلما راودها التفكير بجامعتها ومستقبلها , وكأنها كانت تبني أحلاماً بدأت بالانهيار دون ان يكون لها أي يد في ذلك , وكانت بحاجة الى الأخذ بيدها والدفع بها نحو عدم الاستسلام , فكان لمؤسسة كل االبنات للتنمية الدور في تشجيع مليكة وذلك انطلاقاً من أهداف المؤسسة في تمكين الفتاة ورفع معدل التحاق الفتيات بالتعليم بمختلف مراحله . ويتمثل هذا التشجيع بتكفل المؤسسة بدفع رسوم الجامعة التي تدرس فيها مليكة منذ أن كانت في المستوى الثالث , وهاهي تخطو للأمام ولم يبق سوى بضع خطوات لوصولها الى منصة التخرج محققةً حلمها , وتبدأ بذلك مشوارها في تحقيق طموحها وأهدافها . المزيد
مُستشفى المُنيرة الرِّيفي .. بين الأَمس وواقع اليوم عاشت مُديرية المُنيرة بمحافظة الحُديدة وضعاً منسياً وصعباً ومُعقداً على كافة الأَصعدة، لاسيما على الصَّعيد الصِّحي –الذَّي كان أُثقلهم على كاهِل المواطن-، فقد كان مُستشفى المُنيرة عبارة عن كوم من الأَحجار المنتصبة تتهالك بمرور الزَّمن بفعل عوامل التَّعرية التَّي تركت بصمتها على كل جزء في هذا المُستشفى المنسي مما أَفقدَ ثقة المرضى من أَهالي المُديرية بإِمكاناته وإِمكانياتهِ فضلاً عن أَهالي المُديريات والقُرى الأُخرى المُجاورة. تدخلت مؤسسة كل البنات للتَّنمية AFG بتمويلٍ من صندوق الأُمم المُتحِدة للسُّكان UNFPA وأَعادت الحياة لهذا المُستشفى بافتتاحها وإِعادة تأَهيلها لمركز الصِّحة الإِنجابية الذَّي يُقدَّم خدمات لم تكن تقدَّم من قِبل الحكومة -على حدِّ قول المُستفيدين من أَهالي المُديرية ورُوّاد المركز-. حيثُ عملت المؤسسة على توفير كافة خدمات الصِّحة الإِنجابية من خدماتِ تنظيم الأُسرة وما قبل الولادة حتَّى العمليات والطوارئ التَّوليدية مجاناً لجميع المُستفيدين، من خلال عملها على إِعادة تأهيل وصيانة للمُستشفى وتوفير كافة اللّوازم والأَجهزة والمعدات الطَّبية الخاصَّة والكادر الطِّبي والفّني المؤهل؛ ضماناً لحصول المرأة على كل هذه الخدمات في أقرب مكانٍ لها، وبأيسر وأفضل الطُّرق أَماناً. حالات عديدة سجّلها المركز بعد افتتاحه تصل في كثيرٍ من الأَيام إِلى ما يقارب خمسين حالة، مما خلق حالة دائِمة من الحركة إِلى المُستشفى من أَكثر من أَربع مُديريات أَخرى مجاورة للمُنيرة فالمُستفيدين سُجِلوا أَيضاً من الزَّيدية، الضَّحي، القناوص، والمقلاف؛ كون المركز يعمل على مدار الأربع والعشرين السَّاعة في استقبال جميع الحالات والتَّعامل معها. وهُنا تقول أُم جِهاد (من أَهالي مُديرية المُنيرة) –التَّي أَلتقينا بها صباح يوم ولادتها- بأَنَّ زوجها عند منتصف اللَّيل أَسعفها على دراجة نارية – كونه لا يمتلك من المال ما يكفي ليستأَجِر سيارة لإِسعافها- وفور وصولها تمَّ اِستقبالها وتلَّقت التَّدخل الصِّحي اللازِم وأُحيلت إِلى قسم التَّوليد، حيثُ تمت ولادتها فجراً بكلِّ يُسرٍ وسهولةٍ وسلاسةٍ ،وبشكلٍّ مجانيٍ كما أَكد ذلِكَ زوجها بعد أَن اغرورقت عيناه بالدَّمعِ –فرحاً- خصوصاً أَنَّهُ خاض تجربة ولادة طفله البِكر في مستشفى آخر وكلفه ذلِك مبالغ طائِلة أَوقعته في ديونٍ لم يستطع سدادها حتَّى وقتٍ قريبٍ. أُم جهاد نموذج واحد لعددٍ كبيرٍ من المُستفيدين من مركز الصِّحة الإِنجابية وضعهم يُحاكي إِلى حدٍ كبيرٍ وضعها، من حيث قِلة ذات اليد، في ظلِّ أَوضاعٍ اِقتصادية مؤلمة، وتزايد في حالات في أَمسِ الحاجة لتلقي بعض هذه الخدمات إِن تعصّى الحصول عليها مُجتمعة؛ لتحصل على الأَقل على الحد الأَدنى من الوضع الآمِن صِحياً. المزيد
تدخلات المشاريع الصغيرة تضمن حياة كريمة للنازحين جاءت الحرب في اليمن فقضت على كل شيء. (فاطمة. أ.م.ن) كبيرة أخواتها السبع، وجدت نفسها وأسرتها مضطرة للنزوح من ميدي إلى مدينة الزيدية منذ خمس سنوات. قصة مؤلمة عاشت تفاصيلها وأخواتها وأمها وأبيها المقعد منذ نزوحهم نتيجة الحرب، التي لم تبقي شيئا لهم. جحيم الحرب وقلة ذات اليد جعلهم لم يستطيعوا علاج والدهم الذي تعرض لحادث مروري بعد نزوحهم بشهرين، مما أفقده القدرة على الحركة وظل مقعدا على فراشه، وبالتالي فقدانهم لمن كان يعولهم ويسندهم في هذه الحياة. قبل الحرب كانوا يعيشون حياة هانئة يغمرهم منزل الأسرة، ولدى والدهم محلا للبهارات والعطارة كانت سمعته تشق السمع في ميدي، ويعرفه الصغير قبل الكبير، وهو مصدر الرزق لهذه الأسرة. ساءت الأوضاع بعد الحرب، فحياة هذه الأسرة تغيرت للأسواء، وأصبحوا يواجهون بشكل يومي أخطار محدقة، حتى أنهم يجدون أشد الصعوبات في توفير الاحتياجات اليومية للأسرة، مما جعلهم يسكنون في حوش داخل الزيدية تبرع به لهم أحدهم ليقطنوه. حوش يتكون من غرفة وحيدة، يأوي إليها جميع أفراد الأسرة التسعة، ويحتفظون بكل شيء في هذه الغرفة، الطعام والملابس والأدوات وكل شيء، غير أن هذه الغرفة هي أيضا تُغرِقهم بالمياه عندما تنزل الأمطار؛ كونها مغطاة بالقش -الذي تشتهر به بعض بيوت تهامة-. علمت فاطمة بفريق المسح الميداني الذي يتبع لمؤسسة كل البنات للتنمية AGF ويعمل على تسجيل النازحين في مشروع توفير المأوى لإنقاذ حياة النازحين الضعفاء بمديريتي الزيدية والمنيرة بمحافظة الحديدة فعرضت معاناتها عليهم، وتم استهدافها ضمن المستفيدين من المشاريع الصغيرة؛ ولأنها تجيد الخياطة فقد باشرت بشراء ماكينة الخياطة وقليل من الأدوات وبدأت العمل عليها من داخل ذلك الحوش. تقول فاطمة: بأن مكينة الخياطة هذه وفّرت لهم مصدرا للدخل بشكلٍ يومي، وفتحت لها قنوات تسويقية مع عدد من الزبائن الذين يرتادونها للخياطة، وتحلم بأن يتطور مشروعها هذا ليصبح لديها معملا للخياطة، تقوم من خلاله بضم عدد من النازحات الأخريات ليعملن لديها؛ وتوفر لهم رواتب بشكل شهري حتى لا يمروا بما مرّت به من معاناة وألم. ساعدت ماكينة الخياطة فاطمة في تجاوز الظروف الصعبة الناتجة عن النزوح ولو بشكل بسيط؛ وجعلتها تتعفف عن سؤال الناس، وباتت تعمل معظم ساعات النهار في الخياطة من أجل تسليم فساتين النساء في مواعيدها، مع رغبة واضحة في التطوير، وضم أكبر عدد ممكن من النازحات إليها. المزيد
مُستشفى المُنيرة الرِّيفي.. ثمرة جهود تبرزُ قِصَّة نجاح مركِز الصِّحة الإِنجابيَّة بمُستشفى المُنيرة الرِّيفي من حيثُ كونهُ مُهِمَّةً إِنسانيَّة عظيمة، بدأَناها بموارِد محدودة، وبتحدياتٍ كبيرة. حيثُ بدأَنا العمل هُناك بطبيبة (أَخصائِيَّة النِّساء والتَّوليد) وأربع قابِلات؛ يُقدِمن خدمات الصِّحة الإِنجابيَّة البسيطة للنِّساء، وفي غضون فترةٍ وجيزةٍ رُبما لا تتجاوز الشَّهرين تمكّنا من تطوِيرِهِ بشكلٍ لافِت من خِلال تزويده بالمُعدَّات والتَّجهيزات الفنيَّة الحديثة، ورفدِهِ بكفاءات طبيَّة وتمريضيَّة؛ لِتُقدِّم من خِلاله خدمات طبيَّة نوعيَّة عالية الجودة، ما جعلَ منهُ صرحا طبيّا مُميَّزا، يُضاهي مراكِز القِطاع الخاص، ورُبما يزيد عليها في كثيرٍ من الجوانِب، خصوصا أَنَّهُ أَصبح يُقصد من أَكثر من خمس مُديريّات مجاوِرة للمُنيرة ومديريات أخرى مجاورة من محافظة حجّة، بعد أَن أَصبح حاليا يُدار بكادر يبلغ (54) شخصا من أَطِبّاء أَخصائِيين وفنيين ومُمرضين وإِداريين. حقّق المركِز مُعادلة غاية في الأَهميَّة -وهي ما جعلت المُستفيدين يتسابقون عليه حيثُ يستقبل بشكلٍ يومي قرابة المائِة حالة- تقوم على جودة الخدمات، مجانيَّة التَّكاليف -بالرَّغم من تواجده في مُديريَّة نائِيَّة على الخارِطة الجُغرافيَّة للمُحافظة، وجُهِّز بأَحدث المعدات الطِّبيَّة: من غُرفة العمليات القيصرية والجراحة العامة، قسم الرُّقود للنِّساء والرِّجال، الطَّوارئ التَّوليديَّة، الطَّوارئ العامَّة، العيادات الطِّبيَّة المُتخصِصة (الأَطفال، الجراحة، الباطِنة)، والأَشعة والمُختبر، ومرفود بصيدليَّة تُقدِّم الأَدوية للمرضى مجانا، ويعمل المركز على مدار الأَربع وعشرين ساعة. مؤخرا تمَّ تزويد المُستشفى بسيّارة إِسعاف مُجهزة بالأَدوات اللَّازِمة لخدمات الطَّوارئ، ومُستلزمات الإِسعاف الأَوَّلي، الإِنعاش، والتَّوليد، مُطابِقة للمواصفات القياسيَّة الأُوروبيَّة EN 1789؛ لتُستخدم لنقل الإحالات (التّي يتعذّر التّعامل معها) بجميع أَنواعها إِلى أَقرب المُستشفيات في مدينة الحُديدة. أَمَّا في جانِب البُنية التَّحتيَّة فقد تمَّ تحديث أَغلب غُرف وأَجنحة المُستشفى وإِعادة تأَهيلها وهي قيمة مُضافة لجودة الخدمات المُقدَّمة في المُستشفى، ويتم حاليا إِنشاء مساحة صديقة للأُم والطِّفل والتَّي تشمل مناظِر خضراء ومنطقة للعب الأَطفال؛ توفِّر بيئة آمِنة، وترسم البسمة على وجوههم، وتُمكِنهم من المُشاركة بأَنشِطة مُنظَّمة للتَّنفيس والتَّأَقلُم والتَّعبير عن أَنفسهم. المزيد
العطاء مفتاح النجاح فاطمة هزازي، فتاة تبلغ من العمر 18 عاماً من مديرية بني قيس، بمحافظة حجة. هي البنت الأكبر لأسرة هزازي المكونة من 10 أفراد. يعمل والدها في مجال البناء إلا أنه أصبح عاطلاً عن العمل بسبب الحرب المستمرة في البلاد، الأمر الذي أدى الى تدهور الوضع المعيشي لأسرته. فاطمة هي واحدة من عشرين امرأة تم استهدافهن من قبل برنامج الأمن الغذائي والتغذية باليمن من خلال تدخل تنمية صناعة السعف الممول من الوكالة الألماني للتعاون الدولي (GIZ) والمُنفذ من قِبَل مؤسسة كل البنات للتنمية (AGF) في محافظة حجة. لقد كانت فاطمة هي الفتاة الأصغر سناً في المجموعة التي تم تدريبها، لكنها الأكثر اجتهاداً والتزاماً، "فاطمة تفهم الأشياء سريعاً حتى أنها كانت تساعدني في تدريب النساء الأخريات. لقد كانت رائعة، بل كانت تعطي الأمل لكل من حولها" مدربة فاطمة تتحدث عنها. فاطمة تعرف جيداً أن حلاوة الحياة تكمن في مقدار ما تعطي وليس بمقدار ما تأخذ. لقد أخذت على عاتقها مسؤولية تدريب خمس من صديقاتها وبنات قريتها اللواتي لم يتمكن من الالتحاق بالتدريب، بما في ذلك "حليمة" ابنة حارس المدرسة التي أقيم فيها التدريب. "العديد من صديقاتي وجاراتي كانوا متحمسين للالتحاق بالتدريب، لكن 20 امرأة فقط تم استهدافهن. لقد قمت بمساعدة خمس منهن على تعلم تجهيز السعف والغزل، وإضافة الصبغات. يأتين الى منزلي بعد الظهر وأقوم بالشرح لهن ومن ثم نعمل سوياً في صناعة منتجات مختلفة. أنا سعيدة بأنني تمكنت من تدريب صديقاتي، لقد أصبحن قادرات على صناعة منتجاتهن من دون أي مساعدة من أحد "فاطمة تتحدث عن دورها في تدريب صديقاتها". بعد أسبوع واحد من انتهاء التدريب، تمكنت فاطمة من البدء في مشروعها، فهي الآن تنتج 20 قطعة شهرياً، 15 منها يقوم والدها ببيعها في السوق، 5 قطع تقريباً تقوم ببيعها في قريتها. "تقريباً عشرة آلاف ريال بالشهر، أحياناً تزيد وأحياناً تنقص" فاطمة تشير الى المبلغ الذي تربحه خلال الشهر. على الرغم من أن هذا المبلغ لا يُعد كثيراُ لكنه يمثل الكثير لأسرة فاطمة في ظل الوضع الحالي للبلاد، وفي ظل فقدان أبيها لمصدر دخله، كما أشارت فاطمة: "هذا المبلغ يساعد والدي في توفير الغذاء للبيت، لقد أصبح والدي كبير في السن ولم يعد هناك أشغال هذه الأيام". فاطمة اليوم هي مسؤولة الاتصال لمجموعة النساء اللواتي تم تدريبهن في عزلة ربع البوني بمديرية بني قيس، وتقدم الاستشارات والمساعدة لزميلاتها لضمان جودة منتجاتهن "حتى بعض النساء اللواتي تم تدريبهن، يأتين إليّ لمساعدتهن في عمل التحسين ومقابض اليد لمنتجاتهن، فهذا يساعدهن كثيراً لبيع منتجاتهن بأسعار حلوة. في بعض الأحيان، أشعر بكثرة العمل خاصة عندما يكون هناك طلبات كثيرة وهن يأتين إليّ، لكني لا أستطيع أن أرفض" تتحدث فاطمة عن دورها في مساعدة صديقاتها. ونظراً لتفانيها في عملها واجتهادها، فقد قام برنامج الأمن الغذائي والتغذية في اليمن بدعوة فاطمة للمشاركة في المعرض المقام من قبل الوكالة الألمانية للتعاون الدولي بصنعاء بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وتمكنت خلال ذلك المعرض من الترويج لمنتجاتها ومنتجات زميلاتها وتمكنت أيضاً من بيع حوالي 45 قطعة من تلك المنتجات. فكم هي رائعة روح تلك الفتاة، فاطمة، المليئة بالحب والرغبة في التعلم ومساعدة الآخرين. المزيد
العامل البسيط الذي أصبح حرفيًا ناجحًا كان ياسر عاملاً بسيطاً في أحد متاجر القمرية في صنعاء ، وكان يتعرض لسوء المعاملة والأجر غير العادل. مرت الأيام وتفاقمت الأمور ، وأصبح الأجر المنخفض الذي كان يتقاضاه عاجزًا عن تلبية الاحتياجات الأساسية لأسرته. لذلك طلب ياسر رفع أجره اليومي إلى مستوى يعادل الجهد المبذول في العمل. للأسف ، كان هذا سببًا كافيًا لصاحب المحل لإقالة ياسر من العمل فورًا. كسر قلب ياسر نصفين عندما رأى نفسه غير قادر على توفير احتياجات الحياة الأساسية لزوجته وأطفاله. كانت الصورة المؤلمة للأب العاجز هي التي تركت ذكريات غير سارة لأطفاله. الذكريات التي عمل بها بجد طوال السنوات الماضية لمنعها من الحدوث لكنها حدثت. رغم المأساة ، هناك دائما بصيص أمل! سمع ياسر أن مؤسسة كل البنات للتنمية (AGF) لديها مشروع لدعم الحرفيين. بعد إخبار AGF بما مر به ، تم قبوله ليكون أحد المستفيدين من المشروع من خلال الاستفادة من مهارته لدخول سوق العمل ، وتم إعطاؤه عينات جاهزة من القمريات لنسخها وإعداد أمر من 200 قطعة. وهكذا ، تمكن ياسر في النهاية من جني دخله من متجره الخاص. تم تكريم ياسر في حفل افتتاح حملة "ألوان القمريات توحدنا" التي أطلقتها مؤسسة الخليج العربي عام 2017 والتي خصصت لإحياء الحرف اليدوية اليمنية وزيادة دخل الأسر التي تصنع مثل هذه المنتجات ، وخاصة القمريات. وعبرت شركة AGF في الحفل عن رفضها لكافة أنواع الإساءات التي يتعرض لها الحرفيون من قبل أصحاب الورش. كما أكد AGF على ضرورة معاملة العمال على أساس معايير عادلة مثل الشفافية والأجور المناسبة. المزيد
الحلم البعيد.. تحقق! تستيقظ ليلى (30 عاما) كل يوم والتعب بادٍ عليها، ساعات النوم لم تعد تفيدها، فهي ما زالت تشعر بألمٍ ينهش داخلها عمره أَكثر من ست سنوات منذ تزوَّجت، تقف لدقائق أمام المرآة، لا شيء تغير؛ حلم بالأُمومة يراودها على الدَّوام، وتفكير دائِم في السَّبيل لهذا الحلم، فقط عينان أثقلتا بالبُكاء. أصبحت تخاف الأسئلة والاستفسارات، فكل شيء يصب في مجرى واحد: "أنا لم أنجب أطفالا بعد". وصارت تُرعبها فِكرة تكاليف الكبر، أن تحيا حتى أرذل العمر، دون طفل يؤنس وحدتها. ولعلَّهُ قدرها أَن تعيش في مديرية المنيرة من محافظة الحُديدة، في ظلِّ أزمة طاحنة تعصِف بالبلد بكاملها، علاوةً على ذلِكَ فقرٌ مُدقع هو ما يمكن أن يُميِّز سُكَّان هذه المُديريَّة، وبالتَّالي لا سبيل للعِلاج خارج المُديريَّة، فبالكاد تتوفر الحاجات الأَساسيَّة والضَّروريَّة للعيش لأُسرتها ناهيك عن علاج يكون سبيلا لتحقق حلمها، وبالتَّالي فهذا ضربا من المُستحيل. تميل ليلى دوما إلى الوحدة، فتواجدها مع الآخرين يُنهك روحها، كثوب باهت، بقي لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارِقة ففكرت ببيع ما تملك من ذهب -على قلَّته- لتتعالج بثمنه من هذه المعضلة حتَّى تتخلَّص من فجاجة اقتحام من حولها لخصوصياتها ونظراتهم النَّاقِصة لها تارةً، ونظرات الشَّفقة تارات كثيرة أُخرى. وبالفعل اتخذت القرار وباعت كل ما تملك من ذهب في سبيل هذا الحلم، وتوجهت صوب مدينة الحديدة للعلاج عند المختصين في هذا المجال ولكن دون جدوى، فعادت أدراجها بعد أن استنفدت كل ما تملك. بقيت ليلى لسنواتٍ وهي تؤمن في قرارة نفسها أن ما باليد حيلة وأن الله هو الرزاق، ومع ذلِكَ يحدوها أَمل بأَن تُرزق بمولود يُدخل الفرحة والبهجة والسُّرور لقلبِها، وعندما بدأَ مشروع مؤسسة كل البنات للتنمية بمستشفى المنيرة الرِّيفي ترددت ليلى أَيضا وفي مراتٍ كثيرة كانت تفعل ذلِكَ واتضح خلال ترددها وبعد متابعة حالتها من قِبل الأَخصائِيَّة بأَنَّها تُعاني من مشاكِل جمَّة تمنع ارتزاقها بمولود، وانتظمت على زيارة الأَخِصائِيَّة لستة شهور كاملة ومجانا تتلقى كافة الخدمات والأدوية والفحوصات هُناك، وفي أَحد أَيَّام ترددها (الذَّي تصفه بأَنَّهُ أَسعد يوم في حياتِها) اِستلمت نتيجة فحص الحمل (إِيجابي) فكادت تطير فرحا، ولم يسعها الكون برمته لشدة فرحها بذلك الخبر الذَّي تعتبره أَيضا بمثابة (ميلاد لحياة جديدة لها) حد قولها. استمرَّت ليلى بالتَّردد طيلة السِّتة الشُّهور الأُولى من الحمل على الأَخِصائِيَّة؛ لمتابعة حملها، وبالفعل رُزِقت بمولودة كالقمرِ بهاءً، كامِلة النُّمو وبولادةٍ طبيعيَّة. المزيد
سحر، إحدى النساء المستفيدات من برنامج التمكين الاقتصادي سحر، إحدى النساء المستفيدات من برنامج التمكين الاقتصادي YES، تمكنت من اكتساب فرصة عمل وتطوير مهاراتها. عاشت سحر سنوات من النزوح والأزمات، وهي المعيل الوحيد لأسرتها المكونة من خمسة أفراد. انضمت سحر لبرنامج التمكين الاقتصادي في مؤسسة كل البنات للتنمية وتدربت في مجال فنون الطهي وتصنيع ورق العنب، وتمكنت من تحسين معيشتها وتوفير دخل لأسرتها من خلال هذه الفرصة، برغم التحديات التي واجهتها، نجحت سحر في تحويل حياتها للأفضل وتوفير حياة كريمة لها ولأسرتها. المزيد