لنجعل ماتعلمناه سلوكاً نحياه .. بأيدينا نحمي قريتنا من الأمراض بطاقة (حراس البيئة) ، التي كتب عليها عبارة : (لنجعل ماتعلمناه سلوكاً نحياه .. بأيدينا نحمي قريتنا من الأمراض) هي بداية مشوار (انتصار عبدالباري شرف) لحماية قريتها (مسار بيت القانص) من الأوبئة التي تسببها النفايات ، وذلك بعد أن نفذ مشروع (الاستجابة الطارئة لتفشي الكوليرا) حملة توعوية للتعريف بالكوليرا ومسبباته وكيفية الوقاية منه ، بمشاركة : مؤسسة كل البنات للتنميةAGF ، منظمة الاستجابة الدولية ، مكاتب الصحة . حيث أن (مديرية مناخة) كانت إحدى المديريات المستهدفة في هذا المشروع. مما لاشك فيه أن انتصار الفتاة الريفية البسيطة أدركت أنه يجب على الجميع الحفاظ على البيئة ، وأن النفايات أحد المسببات الرئيسية لإحداث الاضطرابات البيئية والتلوث الذي يصل مداه إلى جميع عناصر البيئة المُحيطة بنا. إنها لم تدرك أهمية الحفاظ على البيئة بصمت!! ، بل قامت بعمل بطاقة تشجيعية أسمتها (بطاقة حراس البيئة) ووزعتها على العديد من الأطفال والنساء في القرية ، وشرحت لهم كيفية جمع النفايات وموقع جمعها ، ومن ثم التخلص منها بشكل آمن ، وذلك عن طريق (الحرق) ، وبعد ذلك يتم غسل اليدين بالماء والصابون بالطريقة الصحيحة للوقاية من الامراض , تفاعل الجميع من أجل قريتهم ، تحمس الجميع من أجل التخلص أو حتى التقليل من بشاعة إنتشار الأمراض الوبائية بين أهاليهم. .أطفال، نساء وشباب جميعهم تمسكوا بالعبارة التي حملوها (لنجعل ماتعلمناه سلوكاً نحياه) وجعلوا من تطبيقهم لها عملاً على أرض الواقع له الأثر كبير على نظافة قريتهم وجمال منظرها . (بأيدينا نحمي قريتنا من الأمراض) ، عبارة أخرى تحملها البطاقة بجانب العبارة السابقة ، لو دققنا فيها لوجدنا الدافع النفسي والمجتمعي لإنجاح هذه الحملة جعل انتصار تكتب عباراتها بصورة خلقت بداخل كل من يحملها (روح التعاون ، والإنتماء ، والإصرار على تخليص قريتهم من كل ماقد يلحق الضرر بأهاليها) ، عبارات تحمل في بدايتها الترغيب بـ (سلوك) وفي آخرها تحفيز لـ (عمل) . عمل بسيط وأثره أدهش الكثيرين ، خلق في نفوس أفراد هذه القرية (الإنجاز النافع) ، وغرس في قلوب فريق مشروع (الاستجابة الطارئة للكوليرا) حب العطاء. كما أن قرية (جبل مسار) – مديرية مناخة ، هي أيضاً من القرى التي طالها إنجازات (انتصار) البسيطة بمحتواها والعظيمة بأثرها حيث بدأت انتصار بالتفكير ، فوجدت أنها فتاة تعيش في الريف ولاتستطيع توفير قوالب للنفايات! أو حتى سلات قمامة عامة ! هذة الفتاة على الرغم من عدم قدرتها على التحكم في انتشار وباء الكوليرا في قريتها إلا أنها أدركت أن باستطاعتها التحكم في موقفها تجاه التصدي لهذا المرض !! ذكرنا سابقاً دور انتصار وتكاتف أهالي القرية في جمع النفايات وحرقها ، إلا أن (انتصار) شعرت بأن هذه الخطوة ينقصها جانب رئيسي ، وأنه لابد من التفكير في ( أين يضع أهالي القرية نفاياتهم؟) بدلاً من رميها في عدة أماكن وإعادة تجميعها مرةً أخرى! ببساطة هذه الفتاة الريفية أدركنا أن العقول العظيمة لديها (أهداف) أما الاخرى فلديها رغبات! ، تنظر انتصار لما حولها من حجار وأشجار وتتأمل هنا وهناك ولاتجد فكرة ملائمة لما تود فعله ! إلى أن حان موعد الذهاب لإحضار الماء من الأماكن البعيدة في تلك القرية! تأتي صديقاتها بـ (الدبات الصفراء) سعة (10 – 20) لتر ، التي اعتادت النساء هناك على إحضار الماء بداخلهن، فتأتي على ذهنها فكرة (إقتلاع رأس الدبه وإبقاء أسفلها لتصبح شبيهة بسلة القمامة) وبدأت انتصار في تنفيذ فكرتها وذلك بتوزيع (الدبات الشبيهه بسلة القمامة) على عدة أماكن في قريتها )مسار بيت القانص) و (جبل مسار)، وكتبت ورقة على تلك الدبات مكتوب عليها (ضع القمامة هنا) ، وأضافت إلى هذا العمل توزيع العديد من (أكياس الرز الفارغة) أو مايسمى باللهجه العامية اليمنية (الشوال) ، على العديد من زوايا قريتها ، بحيث يكون جمع النفايات أسهل مما سبق ، ويجد أهالي القرية أين يضعون نفاياتهم ، تكاتف أهل القرية ، وأعجبوا بهذا العمل ، وأصبح كل فرد وكل رب أسرة وكل امرأة وطفل بحوزته شيء من النفايات يجد (الدبات الشبيهه بسلة القمامة) أمامه. إنه إنجاز حقيقي وتفكير هادف وعمل نقف جميعاً إحتراماً له! هذه الفتاة الريفية لم تقل (لن أستطيع) لم تتذمر ولم تقف تتأمل بصمت ! بل آمنت بأن لديها من القوة والإصرار مايجعلها تحقق إنجازات كبيرة بإمكانيات بسيطة . المزيد
مصممة بارعة أمة الرزاق القزحي ، إحدى المستهدفات بدورة الخياطة التي نفذتها مؤسسة كل البنات للتنمية بالشراكة مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي Giz ضمن مشروع تشجيع الاشتمال المالي للنساء في اليمن, تذكر أمة الرزاق سبب التحاقها بدورة الخياطة قائلة " احنا بصراحه دخلنا للحاجه ، بسبب الوضع الاقتصادي المتردي في اليمن عند الجميع ، لأنه بالخياطة ممكن اخيط للناس الذي اعرفهم وجيراننا والذي أستطيع الوصول إليهم واشتغل وأعيل أسرتي بهذا الجانب ، أو على الاقل أساهم في مصاريف البيت"، وتحكي أمة الرزاق عن بداية التحاقها بدورة الخياطة "لم أكن أعلم شيء عن أساسيات وطرق الخياطة على الاطلاق ، وعندما التحقت بدورة الخياطة في المؤسسة تعلمنا كيف نرسم وكيف نبدأ نخيط على الباترون وأيضا تعلمنا أنواع الأكمام والفوط الأساسية ، ثم انتقلنا الى الفساتين وتعلمنا كيف نعمل اللمسات الاساسية للفستان واللمسات الفنية أيضا ليكون المظهر جميل وجذاب" ، تكمل أمة الرزاق حوارها "كان لمؤسسة كل البنات للتنمية الدور الكبير في التقدم الذي وصلنا له ، فقد وفرت لنا مكائن ومستلزمات الخياطة ، ووفرت لنا مدربة كانت تحاول أن تنقل لنا مالديها من خبرة ومعلومات بطريقة سهله ومرنه ، وهذه في الحقيقه أشياء أساسيه لولاها ماكنا وصلنا لما نحن عليه الان ، هنا تتحدث أمة الرزاق عن بداية انطلاقتها "بدأنا نخيط للجيران والاهل والاقارب وهناك ناس شافوا أعمالنا وتعاملوا معانا وخيطنا لهم وبما أنها كانت البداية كنا نخيط بمبالغ رمزية" تختم أمة الرزاق"نهاية هذه الدورة ليست نهاية مشوارنا بالعكس هذه بداية انطلاقتنا وبداية للتطور لفتح مشروعنا الخاص ، ونشكر مؤسسة كل البنات للتنمية وكل من كان له الدور في إيصالنا لهذه المرحلة المتميزه والمتقدمه في مجال الخياطة " المزيد
واجهت .. اجتهدت .. فأثمرت سوسن عطف الله ، فتاة كان لها تطلعات وآمال تعيش في ضواحي العاصمة صنعاء بمنطقة "بني الحارث" وكانت هذه الضواحي آنذاك تفتقر إلى التعليم بشكل كبير ، وكانت سوسن إحدى المستهدفات بالبرامج التعليمية التي قدمتها مؤسسة كل البنات للتنمية عام 2009 في مجال المهارات الإدارية والمحاسبية ، وقد كانت سوسن تعاني من صعوبة المواصلات حتى تصل للعاصمة صنعاء ، فكانت تضطر إلى ركوب سيارات النقل التي تدعى "هايلوكس" ، والتي كانت تقل المواطنين الى العاصمة في حين كان هناك ندرة وجود للنساء في هذه الانواع من سيارات النقل التي كان أغلب ركابها من الرجال ، واجهت العديد من الضغوطات والقيود بسبب أسرتها ومنطقتها التي ترفض تعليم الفتاة ، ولكنها تخطت هذه الصعوبات والعقبات بدعم نفسي وتعليمي من المؤسسة ، حتى اصبحت سوسن اليوم تعمل في وظيفة مرموقة في جامعة العلوم والتكنولوجيا ، ولها مكتب خاص بمراجعة الحسابات القانونية ، وهاهي الآن تتلقى نتيجة كفاحها وثمار جهودها . المزيد
الحرفي صانع القمريات كان يعمل الحرفي ياسر لدى إحدى محلات صناعة القمريات في صنعاء كـ (عامل) بأجر يومي زهيد ، ويتعرض لأقسى معاملات الاضطهاد والمعاناة والأجر الغير عادل ، توالت الايام وازداد الأمر سوءاً ولم يكن الأجر الزهيد الذي يحصل عليه قادر على سد الاحتياجات الاساسية له ولزوجته وأطفاله ، فقرر ياسر المطالبة برفع الأجر اليومي بما يعادل الجهد الذي يبذله في العمل ، وكانت هذه المطالبه التي كانت من حقوقه سبباً في طرده من العمل !!! وكما يقول المثل العربي : لمن تشتكي اذا كان خصمك القاضي!! شعور تتحسر منه الأفئدة عندما ترى رجلاً مخلصاً في عمله كان جزاءه الطرد من العمل لمجرد مطالبته بأبسط حقوقه ، يرى زوجته وأطفاله لامعيل لهم ، و يواجه مرارة الاحتياج . تجول ياسر هنا وهناك باحثاً عن لقمة عيش كريمة ، حتى سمع بأن مؤسسة كل البنات للتنمية تدعم الحرفيين اليمنيين ، فذهب للمؤسسة و روى للمختصين ماقد مر به ، وطالب بإعطائه فرصه لإثبات نفسه "علماً بأنه يفتقد لمهارة صنع القوالب" . فعملت المؤسسة على إعطائه فرصة لإبراز حرفته في سوق العمل ، حيث وفرت له قوالب جاهزه ، وقامت بعمل طلبية منه بحدود 200 قطعة ، وقدم ياسر هذه الطلبيه بنجاح وتم تكريمه في فعالية افتتاح حملة "ألوان القمريات تجمعنا2017" والتي أسهمت المؤسسة من خلالها في إحياء التراث اليمني ورفع دخل الأسر المنتجة للحرف الإقتصادية وعلى رأسها صناعة القمريات ، وعبرت المؤسسة عن رفضها للأجر الغير عادل والتعامل الاضطهادي الذي مارسه رئيس العمل السابق على ياسر ، وتعاملت مع هذا الحرفي بمعايير التجارة العادله والتي من أهمها : الشفافية والعدالة في السعر ، وأصبح لـ ياسر إسمه ومكانته وعمله الخاص في سوق الحرفيين. المزيد
تحدي لأعباء الحياة سلام حميد - من الفئة المهمشة في مديرية باجل , متزوجة ولديها ثلاث بنات بعمر الزهور وثلاثة أولاد لايكاد يتجاوز أصغرهم الاربعة أشهر . سلام لم تجد في محيطها الأسري أياً من أنواع السلام , بل واجهت من زوجها العنف اللفظي والنفسي بأقسى صوره , وتحملت أوزار المسؤولية بكل متاعبها , ومايزيد الأمر سوءاً ومايجعل من حياتها مأساة حقيقية هو تعرض سلام لـصراع بين ماتحصل عليه من دخل يومي , وبين (القات) الذي يطالبها زوجها بقيمة شراءه يومياً حتى وإن اضطر الأمر الى أن يأخذ منها المال لشراء القات رغماً عنها . تعمل سلام في مجال تطوير منتجات سعف النخيل (السلات) بمواصفات ومقاييس عالمية , ولم تجد ذلك الاقدام الذي تستحقه في تسويق منتجاتها , من هنا كان لمؤسسة كل البنات للتنمية الدور الفعال في المساهمة لتسويق هذه المنتجات من خلال التنسيق مع شركاء المؤسسة "مركز الأسر المنتجة في باجل" , حيث شهدت سلام في ذلك الحين ارتفاعاً ملموساً في مبيعاتها , وأتى دور المؤسسة في تشجيع سلام إنطلاقاً من مبدأ المسؤولية الاجتماعية وتمكين الحرفيين اقتصادياً من خلال الحفاظ على التراث التقليدي اليمني . وبينما بدأت شمس الأمل تشرق في حياة سلام فإذا بالحرب تقرع أجراسها إيذاناً بتردي الاوضاع الاقتصادية , حيث لم تعد سلام تملك سوقاً لبيع منتجاتها , وفي ظل التدهور الأمني والاقتصادي الذي شهدته البلاد , وبينما اعتلى صوت الأزمة على الجميع , كان من الصعب جداً على سلام دفع إيجار المنزل البسيط الذي كانت تسكنه هي وأسرتها , فما كان أمامها إلا أن تتخذ لها ولأسرتها (عشة ) في منطقة نائية في ضواحي مديرية باجل , هرباً من أهوال الحياة التي تكمن في المطالبة بالإيجارات وصعوبة إيجاد أبسط مقومات المعيشة . ومن هنا أيضاً ووسط تزاحم الظروف الصعبة , يأتي دور مؤسسة كل البنات للتنمية في تلبية نداء سلام , وذلك بالتواصل والتنسيق مع شركاء المؤسسة "مركز الأسر المنتجة في باجل" لتوفير مكان إقامة لـ سلام وأسرتها , بحيث تكفلت المؤسسة بدفع إيجار السكن وهذا مانتج عنه تخفيف لأعباء الحياة التي كانت تحملها سلام على عاتقها, ويأتي ذلك إيماناً من المؤسسة بأهمية وحتمية الدور والواجب الإنساني , الذي يعد الركيزة الأساسية لنشأة وعمل المؤسسات والمنظمات التنموية . المزيد
الخالة زهرة من عواصف الخذلان .. إلى شاطئ الأمل .. الخالة زهرة .. (عاملة نظافة ) .. تبلغ من العمر (50 عاما) أي ان الكبر قد طرق أبوابها . ورغم ذلك فهي تعول أسرتها , أضف الى ذلك أن إحدى بناتها متزوجة ولديها اثنتين من البنات , وتعرض زوجها لحادث مؤسف أدى إلى عجزه عن الحركة , وبذلك أصبحت الخالة زهرة مسؤولة أيضا عن إبنتها وحفيداتها , وأتت الحرب ومايرافقها من أزمات لتضيق عليها الخناق أكثر .. ووسط كومات الجراح التي تعانيها تحدثت عن مراكب خذلان الظروف المادية التي عصفت بها الى واقع التخاذل عن إلحاق حفيداتها بالمدارس خوفاً من متطلبات ومستلزمات المدرسة , حيث أن إحدى حفيداتها يفترض أن تكون هذه السنة في الصف السابع , والأخرى في الصف الأول الابتدائي , فعملت مؤسسة كل البنات للتنمية على فتح نافذة أمل أمام الخالة زهرة وذلك بتشجيعها على تسجيل حفيداتها في المدرسة بحيث تتكفل المؤسسة بتلبية احتياجات المدرسة بما فيها (الزي المدرسي – حقيبة مدرسية – دفاتر ) وذلك إيماناً من المؤسسة بأهمية التعليم لإنتاج مجتمع واعي , والعمل على تمكين الفتاة وتعليمها . ويأتي ذلك ضمن إطار حملة العودة الى المدارس التي نفذتها المؤسسة تحت شعار" دقت أجراس مدرستي". المزيد
كادت أن تبدأ بالتنازل عن طموحها مليكة طالبة جامعية تخصص علوم حاسوب , تدرس في إحدى الجامعات الخاصة في صنعاء , تبدأ رحلة مؤسسة كل البنات للتنمية معها حين كانت شعلة من المثابرة وتملك من الاهداف والاحلام مانستطيع أن نسميه بالطموح اللامحدود , ولكن الازمات المتتالية التي مرت ولازالت تمر بها البلاد أدت الى فقدان إخوتها لأعمالهم وبالتالي توقف الدعم المادي لدراستها, فلم تعد تملك خيار سوى التفكير بإيقاف القيد في الجامعة , وكان اليأس يتسلل إليها كلما راودها التفكير بجامعتها ومستقبلها , وكأنها كانت تبني أحلاماً بدأت بالانهيار دون ان يكون لها أي يد في ذلك , وكانت بحاجة الى الأخذ بيدها والدفع بها نحو عدم الاستسلام , فكان لمؤسسة كل االبنات للتنمية الدور في تشجيع مليكة وذلك انطلاقاً من أهداف المؤسسة في تمكين الفتاة ورفع معدل التحاق الفتيات بالتعليم بمختلف مراحله . ويتمثل هذا التشجيع بتكفل المؤسسة بدفع رسوم الجامعة التي تدرس فيها مليكة منذ أن كانت في المستوى الثالث , وهاهي تخطو للأمام ولم يبق سوى بضع خطوات لوصولها الى منصة التخرج محققةً حلمها , وتبدأ بذلك مشوارها في تحقيق طموحها وأهدافها . المزيد
مُستشفى المُنيرة الرِّيفي .. بين الأَمس وواقع اليوم عاشت مُديرية المُنيرة بمحافظة الحُديدة وضعاً منسياً وصعباً ومُعقداً على كافة الأَصعدة، لاسيما على الصَّعيد الصِّحي –الذَّي كان أُثقلهم على كاهِل المواطن-، فقد كان مُستشفى المُنيرة عبارة عن كوم من الأَحجار المنتصبة تتهالك بمرور الزَّمن بفعل عوامل التَّعرية التَّي تركت بصمتها على كل جزء في هذا المُستشفى المنسي مما أَفقدَ ثقة المرضى من أَهالي المُديرية بإِمكاناته وإِمكانياتهِ فضلاً عن أَهالي المُديريات والقُرى الأُخرى المُجاورة. تدخلت مؤسسة كل البنات للتَّنمية AFG بتمويلٍ من صندوق الأُمم المُتحِدة للسُّكان UNFPA وأَعادت الحياة لهذا المُستشفى بافتتاحها وإِعادة تأَهيلها لمركز الصِّحة الإِنجابية الذَّي يُقدَّم خدمات لم تكن تقدَّم من قِبل الحكومة -على حدِّ قول المُستفيدين من أَهالي المُديرية ورُوّاد المركز-. حيثُ عملت المؤسسة على توفير كافة خدمات الصِّحة الإِنجابية من خدماتِ تنظيم الأُسرة وما قبل الولادة حتَّى العمليات والطوارئ التَّوليدية مجاناً لجميع المُستفيدين، من خلال عملها على إِعادة تأهيل وصيانة للمُستشفى وتوفير كافة اللّوازم والأَجهزة والمعدات الطَّبية الخاصَّة والكادر الطِّبي والفّني المؤهل؛ ضماناً لحصول المرأة على كل هذه الخدمات في أقرب مكانٍ لها، وبأيسر وأفضل الطُّرق أَماناً. حالات عديدة سجّلها المركز بعد افتتاحه تصل في كثيرٍ من الأَيام إِلى ما يقارب خمسين حالة، مما خلق حالة دائِمة من الحركة إِلى المُستشفى من أَكثر من أَربع مُديريات أَخرى مجاورة للمُنيرة فالمُستفيدين سُجِلوا أَيضاً من الزَّيدية، الضَّحي، القناوص، والمقلاف؛ كون المركز يعمل على مدار الأربع والعشرين السَّاعة في استقبال جميع الحالات والتَّعامل معها. وهُنا تقول أُم جِهاد (من أَهالي مُديرية المُنيرة) –التَّي أَلتقينا بها صباح يوم ولادتها- بأَنَّ زوجها عند منتصف اللَّيل أَسعفها على دراجة نارية – كونه لا يمتلك من المال ما يكفي ليستأَجِر سيارة لإِسعافها- وفور وصولها تمَّ اِستقبالها وتلَّقت التَّدخل الصِّحي اللازِم وأُحيلت إِلى قسم التَّوليد، حيثُ تمت ولادتها فجراً بكلِّ يُسرٍ وسهولةٍ وسلاسةٍ ،وبشكلٍّ مجانيٍ كما أَكد ذلِكَ زوجها بعد أَن اغرورقت عيناه بالدَّمعِ –فرحاً- خصوصاً أَنَّهُ خاض تجربة ولادة طفله البِكر في مستشفى آخر وكلفه ذلِك مبالغ طائِلة أَوقعته في ديونٍ لم يستطع سدادها حتَّى وقتٍ قريبٍ. أُم جهاد نموذج واحد لعددٍ كبيرٍ من المُستفيدين من مركز الصِّحة الإِنجابية وضعهم يُحاكي إِلى حدٍ كبيرٍ وضعها، من حيث قِلة ذات اليد، في ظلِّ أَوضاعٍ اِقتصادية مؤلمة، وتزايد في حالات في أَمسِ الحاجة لتلقي بعض هذه الخدمات إِن تعصّى الحصول عليها مُجتمعة؛ لتحصل على الأَقل على الحد الأَدنى من الوضع الآمِن صِحياً. المزيد
تدخلات المشاريع الصغيرة تضمن حياة كريمة للنازحين جاءت الحرب في اليمن فقضت على كل شيء. (فاطمة. أ.م.ن) كبيرة أخواتها السبع، وجدت نفسها وأسرتها مضطرة للنزوح من ميدي إلى مدينة الزيدية منذ خمس سنوات. قصة مؤلمة عاشت تفاصيلها وأخواتها وأمها وأبيها المقعد منذ نزوحهم نتيجة الحرب، التي لم تبقي شيئا لهم. جحيم الحرب وقلة ذات اليد جعلهم لم يستطيعوا علاج والدهم الذي تعرض لحادث مروري بعد نزوحهم بشهرين، مما أفقده القدرة على الحركة وظل مقعدا على فراشه، وبالتالي فقدانهم لمن كان يعولهم ويسندهم في هذه الحياة. قبل الحرب كانوا يعيشون حياة هانئة يغمرهم منزل الأسرة، ولدى والدهم محلا للبهارات والعطارة كانت سمعته تشق السمع في ميدي، ويعرفه الصغير قبل الكبير، وهو مصدر الرزق لهذه الأسرة. ساءت الأوضاع بعد الحرب، فحياة هذه الأسرة تغيرت للأسواء، وأصبحوا يواجهون بشكل يومي أخطار محدقة، حتى أنهم يجدون أشد الصعوبات في توفير الاحتياجات اليومية للأسرة، مما جعلهم يسكنون في حوش داخل الزيدية تبرع به لهم أحدهم ليقطنوه. حوش يتكون من غرفة وحيدة، يأوي إليها جميع أفراد الأسرة التسعة، ويحتفظون بكل شيء في هذه الغرفة، الطعام والملابس والأدوات وكل شيء، غير أن هذه الغرفة هي أيضا تُغرِقهم بالمياه عندما تنزل الأمطار؛ كونها مغطاة بالقش -الذي تشتهر به بعض بيوت تهامة-. علمت فاطمة بفريق المسح الميداني الذي يتبع لمؤسسة كل البنات للتنمية AGF ويعمل على تسجيل النازحين في مشروع توفير المأوى لإنقاذ حياة النازحين الضعفاء بمديريتي الزيدية والمنيرة بمحافظة الحديدة فعرضت معاناتها عليهم، وتم استهدافها ضمن المستفيدين من المشاريع الصغيرة؛ ولأنها تجيد الخياطة فقد باشرت بشراء ماكينة الخياطة وقليل من الأدوات وبدأت العمل عليها من داخل ذلك الحوش. تقول فاطمة: بأن مكينة الخياطة هذه وفّرت لهم مصدرا للدخل بشكلٍ يومي، وفتحت لها قنوات تسويقية مع عدد من الزبائن الذين يرتادونها للخياطة، وتحلم بأن يتطور مشروعها هذا ليصبح لديها معملا للخياطة، تقوم من خلاله بضم عدد من النازحات الأخريات ليعملن لديها؛ وتوفر لهم رواتب بشكل شهري حتى لا يمروا بما مرّت به من معاناة وألم. ساعدت ماكينة الخياطة فاطمة في تجاوز الظروف الصعبة الناتجة عن النزوح ولو بشكل بسيط؛ وجعلتها تتعفف عن سؤال الناس، وباتت تعمل معظم ساعات النهار في الخياطة من أجل تسليم فساتين النساء في مواعيدها، مع رغبة واضحة في التطوير، وضم أكبر عدد ممكن من النازحات إليها. المزيد
مُستشفى المُنيرة الرِّيفي.. ثمرة جهود تبرزُ قِصَّة نجاح مركِز الصِّحة الإِنجابيَّة بمُستشفى المُنيرة الرِّيفي من حيثُ كونهُ مُهِمَّةً إِنسانيَّة عظيمة، بدأَناها بموارِد محدودة، وبتحدياتٍ كبيرة. حيثُ بدأَنا العمل هُناك بطبيبة (أَخصائِيَّة النِّساء والتَّوليد) وأربع قابِلات؛ يُقدِمن خدمات الصِّحة الإِنجابيَّة البسيطة للنِّساء، وفي غضون فترةٍ وجيزةٍ رُبما لا تتجاوز الشَّهرين تمكّنا من تطوِيرِهِ بشكلٍ لافِت من خِلال تزويده بالمُعدَّات والتَّجهيزات الفنيَّة الحديثة، ورفدِهِ بكفاءات طبيَّة وتمريضيَّة؛ لِتُقدِّم من خِلاله خدمات طبيَّة نوعيَّة عالية الجودة، ما جعلَ منهُ صرحا طبيّا مُميَّزا، يُضاهي مراكِز القِطاع الخاص، ورُبما يزيد عليها في كثيرٍ من الجوانِب، خصوصا أَنَّهُ أَصبح يُقصد من أَكثر من خمس مُديريّات مجاوِرة للمُنيرة ومديريات أخرى مجاورة من محافظة حجّة، بعد أَن أَصبح حاليا يُدار بكادر يبلغ (54) شخصا من أَطِبّاء أَخصائِيين وفنيين ومُمرضين وإِداريين. حقّق المركِز مُعادلة غاية في الأَهميَّة -وهي ما جعلت المُستفيدين يتسابقون عليه حيثُ يستقبل بشكلٍ يومي قرابة المائِة حالة- تقوم على جودة الخدمات، مجانيَّة التَّكاليف -بالرَّغم من تواجده في مُديريَّة نائِيَّة على الخارِطة الجُغرافيَّة للمُحافظة، وجُهِّز بأَحدث المعدات الطِّبيَّة: من غُرفة العمليات القيصرية والجراحة العامة، قسم الرُّقود للنِّساء والرِّجال، الطَّوارئ التَّوليديَّة، الطَّوارئ العامَّة، العيادات الطِّبيَّة المُتخصِصة (الأَطفال، الجراحة، الباطِنة)، والأَشعة والمُختبر، ومرفود بصيدليَّة تُقدِّم الأَدوية للمرضى مجانا، ويعمل المركز على مدار الأَربع وعشرين ساعة. مؤخرا تمَّ تزويد المُستشفى بسيّارة إِسعاف مُجهزة بالأَدوات اللَّازِمة لخدمات الطَّوارئ، ومُستلزمات الإِسعاف الأَوَّلي، الإِنعاش، والتَّوليد، مُطابِقة للمواصفات القياسيَّة الأُوروبيَّة EN 1789؛ لتُستخدم لنقل الإحالات (التّي يتعذّر التّعامل معها) بجميع أَنواعها إِلى أَقرب المُستشفيات في مدينة الحُديدة. أَمَّا في جانِب البُنية التَّحتيَّة فقد تمَّ تحديث أَغلب غُرف وأَجنحة المُستشفى وإِعادة تأَهيلها وهي قيمة مُضافة لجودة الخدمات المُقدَّمة في المُستشفى، ويتم حاليا إِنشاء مساحة صديقة للأُم والطِّفل والتَّي تشمل مناظِر خضراء ومنطقة للعب الأَطفال؛ توفِّر بيئة آمِنة، وترسم البسمة على وجوههم، وتُمكِنهم من المُشاركة بأَنشِطة مُنظَّمة للتَّنفيس والتَّأَقلُم والتَّعبير عن أَنفسهم. المزيد
العطاء مفتاح النجاح فاطمة هزازي، فتاة تبلغ من العمر 18 عاماً من مديرية بني قيس، بمحافظة حجة. هي البنت الأكبر لأسرة هزازي المكونة من 10 أفراد. يعمل والدها في مجال البناء إلا أنه أصبح عاطلاً عن العمل بسبب الحرب المستمرة في البلاد، الأمر الذي أدى الى تدهور الوضع المعيشي لأسرته. فاطمة هي واحدة من عشرين امرأة تم استهدافهن من قبل برنامج الأمن الغذائي والتغذية باليمن من خلال تدخل تنمية صناعة السعف الممول من الوكالة الألماني للتعاون الدولي (GIZ) والمُنفذ من قِبَل مؤسسة كل البنات للتنمية (AGF) في محافظة حجة. لقد كانت فاطمة هي الفتاة الأصغر سناً في المجموعة التي تم تدريبها، لكنها الأكثر اجتهاداً والتزاماً، "فاطمة تفهم الأشياء سريعاً حتى أنها كانت تساعدني في تدريب النساء الأخريات. لقد كانت رائعة، بل كانت تعطي الأمل لكل من حولها" مدربة فاطمة تتحدث عنها. فاطمة تعرف جيداً أن حلاوة الحياة تكمن في مقدار ما تعطي وليس بمقدار ما تأخذ. لقد أخذت على عاتقها مسؤولية تدريب خمس من صديقاتها وبنات قريتها اللواتي لم يتمكن من الالتحاق بالتدريب، بما في ذلك "حليمة" ابنة حارس المدرسة التي أقيم فيها التدريب. "العديد من صديقاتي وجاراتي كانوا متحمسين للالتحاق بالتدريب، لكن 20 امرأة فقط تم استهدافهن. لقد قمت بمساعدة خمس منهن على تعلم تجهيز السعف والغزل، وإضافة الصبغات. يأتين الى منزلي بعد الظهر وأقوم بالشرح لهن ومن ثم نعمل سوياً في صناعة منتجات مختلفة. أنا سعيدة بأنني تمكنت من تدريب صديقاتي، لقد أصبحن قادرات على صناعة منتجاتهن من دون أي مساعدة من أحد "فاطمة تتحدث عن دورها في تدريب صديقاتها". بعد أسبوع واحد من انتهاء التدريب، تمكنت فاطمة من البدء في مشروعها، فهي الآن تنتج 20 قطعة شهرياً، 15 منها يقوم والدها ببيعها في السوق، 5 قطع تقريباً تقوم ببيعها في قريتها. "تقريباً عشرة آلاف ريال بالشهر، أحياناً تزيد وأحياناً تنقص" فاطمة تشير الى المبلغ الذي تربحه خلال الشهر. على الرغم من أن هذا المبلغ لا يُعد كثيراُ لكنه يمثل الكثير لأسرة فاطمة في ظل الوضع الحالي للبلاد، وفي ظل فقدان أبيها لمصدر دخله، كما أشارت فاطمة: "هذا المبلغ يساعد والدي في توفير الغذاء للبيت، لقد أصبح والدي كبير في السن ولم يعد هناك أشغال هذه الأيام". فاطمة اليوم هي مسؤولة الاتصال لمجموعة النساء اللواتي تم تدريبهن في عزلة ربع البوني بمديرية بني قيس، وتقدم الاستشارات والمساعدة لزميلاتها لضمان جودة منتجاتهن "حتى بعض النساء اللواتي تم تدريبهن، يأتين إليّ لمساعدتهن في عمل التحسين ومقابض اليد لمنتجاتهن، فهذا يساعدهن كثيراً لبيع منتجاتهن بأسعار حلوة. في بعض الأحيان، أشعر بكثرة العمل خاصة عندما يكون هناك طلبات كثيرة وهن يأتين إليّ، لكني لا أستطيع أن أرفض" تتحدث فاطمة عن دورها في مساعدة صديقاتها. ونظراً لتفانيها في عملها واجتهادها، فقد قام برنامج الأمن الغذائي والتغذية في اليمن بدعوة فاطمة للمشاركة في المعرض المقام من قبل الوكالة الألمانية للتعاون الدولي بصنعاء بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وتمكنت خلال ذلك المعرض من الترويج لمنتجاتها ومنتجات زميلاتها وتمكنت أيضاً من بيع حوالي 45 قطعة من تلك المنتجات. فكم هي رائعة روح تلك الفتاة، فاطمة، المليئة بالحب والرغبة في التعلم ومساعدة الآخرين. المزيد
العامل البسيط الذي أصبح حرفيًا ناجحًا كان ياسر عاملاً بسيطاً في أحد متاجر القمرية في صنعاء ، وكان يتعرض لسوء المعاملة والأجر غير العادل. مرت الأيام وتفاقمت الأمور ، وأصبح الأجر المنخفض الذي كان يتقاضاه عاجزًا عن تلبية الاحتياجات الأساسية لأسرته. لذلك طلب ياسر رفع أجره اليومي إلى مستوى يعادل الجهد المبذول في العمل. للأسف ، كان هذا سببًا كافيًا لصاحب المحل لإقالة ياسر من العمل فورًا. كسر قلب ياسر نصفين عندما رأى نفسه غير قادر على توفير احتياجات الحياة الأساسية لزوجته وأطفاله. كانت الصورة المؤلمة للأب العاجز هي التي تركت ذكريات غير سارة لأطفاله. الذكريات التي عمل بها بجد طوال السنوات الماضية لمنعها من الحدوث لكنها حدثت. رغم المأساة ، هناك دائما بصيص أمل! سمع ياسر أن مؤسسة كل البنات للتنمية (AGF) لديها مشروع لدعم الحرفيين. بعد إخبار AGF بما مر به ، تم قبوله ليكون أحد المستفيدين من المشروع من خلال الاستفادة من مهارته لدخول سوق العمل ، وتم إعطاؤه عينات جاهزة من القمريات لنسخها وإعداد أمر من 200 قطعة. وهكذا ، تمكن ياسر في النهاية من جني دخله من متجره الخاص. تم تكريم ياسر في حفل افتتاح حملة "ألوان القمريات توحدنا" التي أطلقتها مؤسسة الخليج العربي عام 2017 والتي خصصت لإحياء الحرف اليدوية اليمنية وزيادة دخل الأسر التي تصنع مثل هذه المنتجات ، وخاصة القمريات. وعبرت شركة AGF في الحفل عن رفضها لكافة أنواع الإساءات التي يتعرض لها الحرفيون من قبل أصحاب الورش. كما أكد AGF على ضرورة معاملة العمال على أساس معايير عادلة مثل الشفافية والأجور المناسبة. المزيد
سحر، إحدى النساء المستفيدات من برنامج التمكين الاقتصادي سحر، إحدى النساء المستفيدات من برنامج التمكين الاقتصادي YES، تمكنت من اكتساب فرصة عمل وتطوير مهاراتها. عاشت سحر سنوات من النزوح والأزمات، وهي المعيل الوحيد لأسرتها المكونة من خمسة أفراد. انضمت سحر لبرنامج التمكين الاقتصادي في مؤسسة كل البنات للتنمية وتدربت في مجال فنون الطهي وتصنيع ورق العنب، وتمكنت من تحسين معيشتها وتوفير دخل لأسرتها من خلال هذه الفرصة، برغم التحديات التي واجهتها، نجحت سحر في تحويل حياتها للأفضل وتوفير حياة كريمة لها ولأسرتها. المزيد
قصة نجاح: من عبء ندرة المياه الى استدامة الخدمات في دير عبد ربه كان الوصول إلى المياه النظيفة حقاً مهدداً في قرية دير عبد ربه، محافظة الحديدة، لمواجهة هذا التحدي الإنساني والمجتمعي، تم إطلاق "مشروع الخدمات الأساسية للمياه والإصحاح البيئي"، بتمويل من صندوق اليمن الإنساني (YHF)، وتنفيذ ميداني فعال من مؤسسة كل البنات للتنمية. قبل تدخل المشروع، كان أهالي دير عبد ربه يعانون من نظام توزيع غير كافي للمياه. كان وصول الماء شحيحاً لدرجة أنه أصبح مصدراً رئيسياً للقلق والإجهاد اليومي. يشهد المستفيد علي محمد على حجم الصعوبة: "قبل هذا المشروع، كان الماء لا يصل إلينا إلا كل ثالث يوم، وكان وقت توفر المياه لا يتجاوز ساعة إلا ربع فقط. كانت حياتنا مُعلقة بهذا الجدول الزمني الصعب والذي تحول الى عبء حقيقي لنا، مما أثر على الصحة والنظافة العامة بشكل كبير". وهذا النقص الحاد في أبسط الخدمات أدى إلى تدهور نوعية الحياة واستهلاك وقت وطاقة أفراد المجتمع في الانتظار بدلاً من التعليم والإنتاج. ركزت مؤسسة كل البنات للتنمية في هذا المشروع على تقديم حلول مستدامة للمجتمع المحلي والنازحين لضمان أن يكون الوصول إلى المياه حقاً مكفولاً للجميع وغير منقطع وذلك من خلال: تركيب مضخات مياه شمسية وربطها بالشبكات، مما أمن تدفق المياه بشكل مستمر ودون الاعتماد على الوقود المكلف، و بناء خزانات مياه خرسانية برجية لزيادة السعة، وإنشاء غرف ضخ وتحكم، إنشاء نقاط مياه جديدة، وتجهيز حمامات طوارئ في التجمعات، مع مراعاة خاصة لتركيب وحدات مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، وتنفيذ حملات واسعة لإزالة المخلفات الصلبة والتخلص منها، لخلق بيئة صحية داعمة. كان أثر المشروع قوياً ومستداماً، لقد انتقل المجتمع من حالة التوتر والانتظار إلى الاكتفاء والتحرر من عبء نقص وشحة المياه. يلخص المستفيد علي محمد هذا التحول العظيم في جملة واحدة: "وبعد هذا المشروع الذي نفذته مؤسسة كل البنات الآن الماء عندنا في البيوت 24 ساعة." هذه النتيجة لا تعني فقط تحسناً في الإمداد، بل تعني استعادة الكرامة المجتمعي، لقد تحرر الأفراد من عبء نقل المياه والانتظار، مما عزز الصحة العامة، وأعاد للمجتمع الشعور بالسيطرة على حياتهم اليومية. بفضل دعم YHF، نجحت مؤسسة كل البنات في بناء نظام خدمي مستدام أعاد الحياة إلى قرية دير عبد ربه. المزيد
قصة أمل من "المهجم": حين عادت الحياة إلى القرية العطشى – اليمن – محافظة الحديدة منفذ المشروع: مؤسسة كل البنات للتنمية (AGF) تمويل: الصندوق الإنساني لليمن (YHF) صراع الماء: رحلة الألم اليومية قبل تدخل مؤسسة كل البنات للتنمية، لم يكن اسم قرية المهجم في مديرية المغلاف بمحافظة الحديدة يعني سوى "الصراع من أجل قطرة ماء". بالنسبة للأهالي، كان الحصول على المياه مهمة شاقة وخطيرة تستهلك حياتهم اليومية. كانت الأزمة مزدوجة: شح الديزل اللازم لتشغيل المضخات، ووعورة الطرق التي حولت عملية جلب المياه إلى عقاب جسدي. كان المشهد يتكرر يوميًا: أطفال، نساء، ورجال، يسيرون كيلومترات طويلة، أو يعتمدون على الحمير لنقل عبوات المياه. يتذكر يحيى أحمد، عاقل القرية "حوادث سقوط الأطفال من على ظهور الحمير أثناء جلب المياه كانت متكررة، وخلفت إصابات جسدية جسمية." لم يقتصر الأثر على الشرب أو المياه النظيفة؛ فقد توقفت أيضاً المزارع المحلية في المنطقة عن العمل لعدم قدرتها على تشغيل مضخات الريّ بسبب عدم توفر الديزل لتشغيل المضخات، فازدادت المعاناة، وتأثر الأمن الغذائي للقرية. بتمويل من الصندوق الإنساني لليمن (YHF)، أطلقت مؤسسة كل البنات مشروع "الاستجابة الشاملة للمياه والإصحاح البيئي" في مديرية المغلاف. وهذا لم يكن حلاً مؤقتاً، بل كان تحولاً جذرياً نحو الاستدامة، حيث تم تركيب ست مضخات مياه شمسية لضمان تدفق المياه بشكل مستمر، متجاوزين بذلك أزمة الديزل المزمنة، وتم بناء خزانات مياه خرسانية برجية مجنحة ذات سعة كبيرة، وتلاها تركيب شبكة أنابيب داخلية لتوصيل المياه مباشرة إلى كل منزل في القرية. اليوم، تغير وجه القرية، وتحولت رحلة الألم والمخاطر إلى مجرد فتح صنبور. يحيى أحمد، عاقل قرية المهجم، يشهد بالتحول قائلاً: "الآن نحن في نعمة حقيقية، فقد تم توصيل المياه إلى المنازل، والمياه صالحة للشرب. أصبح أطفالنا أكثر أمانًا، ولم نعد نحمل المياه لمسافات طويلة." المشروع لم ينهِ معاناة نقل المياه فحسب، بل أحدث أثراً إنسانياً واقتصادياً كبيراً: • الأمن والصحة: انخفضت معدلات الأمراض المنقولة بالمياه وزادت سلامة الأطفال بشكل ملحوظ. • الكرامة والوقت: استعادة النساء وقتهن الذي كان يضيع في جلب المياه، ما سمح لهن بممارسة أنشطة أخرى تعزز دخل الأسرة وكرامتها. • العودة الى المدارس: عودة الفتيات الى مقاعدهن الدراسية، بعد أن كن يجلبن المياه من مناطق بعيدة كل يوم لأسرهن. • الأمن الغذائي: عادت الحياة للمزارع المحلية بعد تمكينها من تشغيل مضخاتها، مما يدعم سبل عيش الأهالي والأمن الغذائي في القرية. تعكس قصة النجاح هذه قوة العمل الإنساني المنسق، حيث تجاوز تدخل مؤسسة كل البنات حاجز توفير المياه ليصل إلى تحسين جودة الحياة وكرامة الأسر. المزيد
يوم أزهرت الكرامة في "دير البحري منفذ المشروع: مؤسسة كل البنات للتنمية (AGF) تمويل: (YHF) صراع للحصول على الماء .. ثمن يدفعه الأطفال والنساء كانت الحياة في قرية دير البحري بمديرية الزيدية بمحافظة الحديدة تتمركز حول مهمة يومية واحدة: إيجاد الماء. قبل تدخل مؤسسة كل البنات للتنمية، كانت هذه المهمة تثقل بشكل خاص كاهل النساء والأطفال، وتحرمهم من الوقت والطاقة اللازمين للحياة الكريمة. واجهت القرية أزمة خانقة ناجمة عن نقص الديزل لتشغيل المضخات، إضافة إلى صعوبة التضاريس التي حولت نقل المياه إلى رحلة محفوفة بالمخاطر. كان المشهد اليومي متمثلاً في النساء والأطفال الذين يقضون ساعات طويلة، مشياً أو برفقة الحمير، لنقل عبوات المياه الثقيلة. تصف أم علي تلك الفترة: "كل يومنا كان يضيع في جلب الماء. كنا نعيش في قلق على سلامة أولادنا من السقوط والإصابات، ولم نكن نجد وقتاً لرعاية بيوتنا أو أي عمل آخر." تفاقمت المعاناة لتمتد إلى الجانب الاقتصادي، حيث توقفت المزارع المحلية عن العمل لعدم توفر وقود المضخات، مما ضاعف الضغط على الأسر وتسبب في تدهور حالة الأمن الغذائي. بتمويل من الصندوق الإنساني لليمن (YHF)، أطلقت مؤسسة كل البنات مشروع "الخدمات الأساسية للمياه والإصحاح البيئي لتجمعات النازحين"، كان التدخل مصمماً لخلق حل جذري ومستدام وذلك بتركيب مضخات مياه شمسية لضمان استمرارية تدفق المياه، متغلبين على الاعتماد كلياً على الديزل، وبناء خزانات مياه خرسانية برجية ذات سعة كبيرة، أعقبه تركيب شبكة أنابيب داخلية لتوصيل المياه مباشرة إلى كل منزل في القرية. اليوم، تحررت أم علي وبقية النساء في دير البحري من عبء النقل الشاق. أصبح الماء يتدفق بفضل فتح صنبور داخل المنزل. أم علي، المستفيدة من دير البحري، تشهد بالتحول قائلة: "الآن نشعر بنعمة وكرامة. أصبح الماء متوفراً وصالحاً للشرب داخل بيوتنا. ارتاح أولادي من الخطر، وعاد لي وقتي. لم أعد أحمل المياه لمسافات طويلة، والحمد لله." تُظهر قصة أم علي الأثر الإنساني العميق لتدخل مؤسسة كل البنات بدعم من YHF، حيث تم تحويل مجرد توفير المياه إلى استعادة للكرامة وتحسين شامل لجودة الحياة. المزيد
نجاح إحالة الحالة الطبية وحماية حياة الأم والطفل آمنة مؤذن، فتاة تبلغ من العمر 17 عاماً، وصلت إلى قسم الصحة الإنجابية في مستشفى المنيرة الريفي وهي حامل في الشهر التاسع وتعاني من مخاض مستمر لمدة يومين، كما كانت تعاني من فقر الدم الحاد نتيجة الحمل المبكر، ما جعل حالتها الصحية حرجة للغاية. أفادت آمنة بأنها لم تتلقَ أي رعاية صحية خلال فترة الحمل بسبب نقص الخدمات الصحية في المنطقة. نظراً لخطورة وضعها، تم اتخاذ إجراء عاجل لإحالتها إلى مستشفى الثورة العام بالحديدة لضمان سلامة الأم والطفل، مع تقديم الرعاية الأولية الطارئة خلال فترة الانتقال، شملت نقل الدم الإسعافي والفحوصات الطبية اللازمة والمراقبة المستمرة لحالتها. بفضل سرعة استجابة الفريق الطبي والتنسيق الفعال بين جميع الأطراف، تمكّنت آمنة من الوصول إلى المستشفى المخصص وإتمام الولادة بشكل آمن، مع استمرار الدعم الطبي وإعطاء الأدوية اللازمة، لتبدأ الأم وطفلها رحلة التعافي الصحي تدريجياً. تُظهر قصة آمنة أهمية مشروع خدمات الصحة الإنجابية المتكاملة، المنفذ من قبل مؤسسة كل البنات للتنمية بتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، في ضمان إحالات طبية ناجحة وحماية حياة الأمهات والأطفال حتى في الحالات الحرجة وذات المخاطر العالية. المزيد
!الحلم البعيد تحقق تستيقظ ليلى (30 عاماً) كل يوم وهي تحمل ألم ست سنوات من الزواج دون تحقيق حلم الأمومة. ساعات النوم لم تعد تخفف عنها التعب، وعينان مثقلتان بالبكاء تحملان شوقها للطفل الذي طال انتظاره. كانت الحياة في مديرية المنيرة بمحافظة الحديدة صعبة للغاية، وسط أزمة مستمرة وفقر مدقع، مما جعل الوصول إلى العلاج شبه مستحيل. على الرغم من شعورها بالوحدة والخوف من نظرات الآخرين وأسئلتهم المتكررة، لم تفقد ليلى الأمل. باعت كل ما تملك من ذهب في سبيل محاولة العلاج، وسافرت إلى مدينة الحديدة بحثاً عن فرصة لتحقيق حلمها، لكنها عادت خائبة بعد استنفاد كل ما تملك. مع استمرار إيمانها بالله، قدم لها مشروع خدمات الصحة الإنجابية المتكاملة الذي نفذته مؤسسة كل البنات للتنمية بتمويل من UNFPA في مستشفى المنيرة الريفي فرصة متابعة حملها مجاناً عبر طبيبة متخصصة، شاملة كل الخدمات والفحوصات والأدوية لمدة ستة أشهر. خلال هذه الفترة، شعرت ليلى بالأمان والدعم، وأصبحت زياراتها للطبيبة مصدر طمأنينة وسعادة وسط صعوبات الحياة اليومية. وأخيراً، جاءت اللحظة التي طال انتظارها: نتيجة فحص الحمل إيجابية! دموع الفرح ملأت عينيها، وشعرت وكأن الكون كله يحتفل معها. بعد متابعة مستمرة خلال أشهر الحمل، رُزقت ليلى بمولودة سليمة وصحية، لتبدأ معها حياة جديدة ملؤها السعادة والأمل. المزيد
نجاحات متتالية في الحفاظ على حياة الأمهات وأطفالهن بينما تُعد نسبة الفقر في محافظة الحديدة من الأعلى في اليمن، واصل مشروع خدمات الصحة الإنجابية المتكاملة في مستشفى المنيرة الريفي، الذي تنفذه مؤسسة كل البنات للتنمية (AGF) بتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، تقديم خدماته المجانية وتسهيل وصول النساء إلى الرعاية الصحية. عباسة بحاري، امرأة في عقدها الثالث، أم لثلاث فتيات تتراوح أعمارهن بين 6 أشهر و5 سنوات، تعيش مع أسرتها في مديرية المنيرة. عانت عباسة من إصرار زوجها على إنجاب المزيد من الأطفال حتى يرزق بمولود ذكر، ورفضه استخدامها أي وسائل منع الحمل. خلال حملها بالطفل الرابع، عانت عباسة من نزيف مهبلي غير منتظم منذ الشهر الثاني، رغم تناول الأدوية بانتظام، ما استدعى رعاية خاصة، خصوصًا مع وجود طفلها الأصغر بحاجة للرعاية. تابعت عباسة حملها لدى الطبيبة المختصة في مستشفى المنيرة الريفي، الذي تنفذ فيه مؤسسة كل البنات للتنمية مشروع خدمات الصحة الإنجابية المتكاملة. ازداد تمسك عباسة بالجنين عندما علمت أن الجنين ذكر، على أمل أن يلتزم زوجها بوعده بمنحها فترة راحة بعد الولادة. تقول الدكتورة: "خلال الحمل، بدأ السائل الأمنيوسي بالتناقص (كمية السائل المحيط بالجنين داخل الرحم)، واستمر النزيف بشكل متكرر، وكانت حالة الأم حرجة. قمنا بإدخالها للمستشفى عدة مرات وإعطائها الأدوية اللازمة، مع متابعة أسبوعية للجنين على مدى 12 زيارة." في يوليو 2020، وُلد الطفل بنجاح، وبعد أكثر من شهر من الولادة، زارت عباسة المستشفى بصحة جيدة هي وطفلها، وطلبت وسيلة لمنع الحمل بعد استشارة طبية وموافقة زوجها. المزيد
استمرار الولادات الآمنة في بلدٍ يُعد من أعلى الدول العربية في معدلات وفيات الأمهات، نتيجة تدهور النظام الصحي خاصة في المناطق الريفية، تبرز قصص نجاح تُعيد للقلوب الطمأنينة وتمنح للحياة معناها من جديد. نجلاء بلغيث، 35 عاماً، تعمل مع زوجها في قطاع التعليم بمدارس مديرية المنيرة بمحافظة الحديدة، إلا أن توقف الرواتب منذ اندلاع الحرب فاقم معاناتهما المعيشية. كانت نجلاء إحدى المستفيدات من مشروع خدمات الصحة الإنجابية المتكاملة المنفذ من قبل مؤسسة كل البنات للتنمية في مستشفى المنيرة الريفي بتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، والذي قدّم لها خدمات مجانية أسهمت في إنقاذ حياتها وحياة طفلها. عانت نجلاء من ثمانية حالات إجهاض سابقة ونزيف متكرر في كل حمل. تقول نجلاء: "رغم ظروفي الصعبة، كنت أتابع مع الطبيب في الأشهر الأولى من كل حمل، لكن النزيف كان يستمر وينتهي الأمر دائماً بالإجهاض، رغم أن الفحوصات كانت تؤكد أنني لا أعاني من أي مرض عضوي." تقول الدكتورة المشرفة على حالتها: "عندما زارتنا نجلاء في مستشفى المنيرة الريفي، كانت في الشهر الثاني من حملها التاسع وتعاني من قلق شديد وخوف من فقدان الجنين مرة أخرى. بعد الفحوصات، تبين وجود جلطات دموية صغيرة كانت سبباً في الإجهاضات السابقة، فقمنا بوصف الأدوية اللازمة ومتابعة حالتها على مدى 12 زيارة ناجحة." بعد تسعة أشهر من المتابعة الدقيقة والعناية المستمرة، وضعت نجلاء طفلها بعملية قيصرية ناجحة، وكان الطفل بصحة جيدة ومكتمل النمو، لتُختتم بذلك رحلة طويلة من الألم بولادة فرحٍ جديدٍ يختصر معنى الصبر، ويُعيد للحياة نبضها الدافئ. المزيد
إنقاذ حياة الأمهات وتقليل الوفيات في الحديدة في مديرية المنيرة بمحافظة الحديدة، وصلت قريشة هادي، امرأة تبلغ من العمر 38 عاماً، إلى قسم الصحة الإنجابية في مستشفى المنيرة الريفي وهي في حالة حرجة للغاية بعد انفجار الرحم الذي أدى إلى تمزق المثانة البولية. العملية الجراحية الطارئة التي أجريت لها تكللت بالنجاح، وبدأت المريضة تتعافى تدريجياً حتى استقرت حالتها تماماً، وذلك بفضل مهارة الفريق الطبي واحترافيته العالية في التعامل مع الحالات الحرجة وتنسيق الجهود بين جميع الأطراف المعنية. لم تكن قصة قريشة مجرد إنقاذ لحياة فرد، بل دليل حي على أهمية مشروع خدمات الصحة الإنجابية المتكاملة، المنفذ من قبل مؤسسة كل البنات للتنمية بتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) في مستشفى المنيرة الريفي في حماية حياة الأمهات، وتقديم فرصة للنساء للتمتع بصحة آمنة ومستقرة. المزيد
تحقيق حلم الأمومة رغم التحديات حظية غبير، امرأة تبلغ من العمر 32 عاماً، عانت لمدة 8 سنوات من الالتهابات ومشكلات العقم الأولي، ما جعل حلمها بالأمومة بعيد المنال. كانت حظية إحدى المستفيدات من مشروع خدمات الصحة الإنجابية المتكاملة، المنفذ من قبل مؤسسة كل البنات للتنمية بتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) في مستشفى المنيرة الريفي. المشروع وفر لها خدمات مجانية شاملة، شملت المعاينة الطبية المستمرة والأدوية اللازمة لعلاج حالتها الصحية. بفضل الرعاية الطبية الدقيقة والدعم المستمر، تمكنت حضية من الحمل، ووضعت مولودها، وهي الآن تنعم بصحة جيدة هي وصغيرها. المزيد
مدرسة الفتح الهجاري: من الانهيار إلى النهوض مع AGF تأسست مدرسة الفتح الحجري عام 2002، وكانت منارة تعليمية لخدمة عشر قرى. لكن الإهمال، وتوقف التوسعات، والازدحام الناتج عن استقبال أسر نازحة، إضافة إلى سنوات من انقطاع الرواتب، أدى بها إلى حافة الانهيار. ارتفعت معدلات التسرب، وازدادت حالات الرسوب بشكل كبير. جاء تدخل مؤسسة الفتيات للتنمية (AGF) حاسماً، حيث قدمت حوافز للمعلمين، وبنت سوراً بطول 300 متر، وأنشأت فصلين جديدين، وجددت 11 فصلاً آخر، وأنشأت بوابة جديدة، وقدمت تدريباً طارئاً للكوادر التعليمية. أحيت هذه التدخلات المدرسة من جديد؛ انخفضت معدلات التسرب، وارتفعت نسب النجاح، وبرز 50 طالباً من المتفوقين. أصبحت المدرسة اليوم رمزاً للأمل والصمود لمئات الطلاب. المزيد
أثر باقٍ… بعد سنوات في عام 2021، كانت مدرسة 14 أكتوبر في السليمانية على وشك الانهيار. فقد اضطرت العديد من الأسر—وخاصة أسر الفتيات—إلى إبقاء أطفالهم في المنازل بسبب تضرر 19 فصلاً دراسياً، وتدهور المرافق الصحية، ونقص المستلزمات التعليمية الأساسية. وتصف إحدى المعلمات تلك الفترة بأنها: "اللحظة التي خفنا فيها أن تختفي المدرسة تماماً." لكن المشهد اليوم مختلف تماماً. تُظهر اللقطات الحديثة من المدرسة روح حياة جديدة. ففي أحد الفصول التي أعيد تأهيلها، تقول معلمة بفخر: "ما زلت أستخدم أقلام السبورة التي أعطتني إياها AGF عام 2021… إنها تذكرني كل يوم أن هناك من آمن بهذه المدرسة." تدخل شامل أعاد الحياة للمدرسة بدعم من صندوق اليمن الإنساني (YHF)، نفذت مؤسسة الفتيات للتنمية عملية إعادة تأهيل واسعة تضمنت: ترميم 19 فصلاً دراسياً بالكامل إنشاء مرفقين صحيين مراعيين للنوع الاجتماعي توفير خزان مياه جديد مزود بمنظومة ضخ لضمان وصول الماء بشكل آمن ومستمر ساهمت هذه التحسينات في تعزيز السلامة والكرامة، واستعادة الثقة بالبيئة المدرسية، ورفع معدلات الحضور—خصوصاً للفتيات اللواتي كن يمكثن في المنازل بسبب نقص المرافق الصحية. وتقول مديرة المدرسة بتأكيد واضح: "لقد أنقذ هذا التدخل مدرستنا. زاد الإقبال على التعليم، وعدد الفتيات الآن أكبر من أي وقت مضى. لولا هذا الدعم لفقدنا جيلاً كاملاً هنا." اليوم، الحضور الطلابي المرتفع، والمعلمون المتحفزون، والبيئة التعليمية الآمنة واللائقة—كلها عوامل ساهمت في نجاح المدرسة وعودة الفتيات إلى مقاعد الدراسة. وما زال أثر هذا التدخل مستمراً حتى اليوم، دليلاً على أن التدخل الإنساني المدروس قادر على تغيير مستقبل مجتمع بأكمله، وضمان وصول الفتيات إلى التعليم بكرامة وثقة. المزيد
فاطمة.. روحٌ لا تشيخ وقابلة تصنع الفرق في جبال ريمة الوعرة قصة نجاح صنعتها مؤسسة كل البنات للتنمية (AGF) بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) في قرية نائية تعتلي قمم الجبال الوعرة بمديرية كسمة في محافظة ريمة غرب اليمن — حيث يصبح الوصول إلى الرعاية الصحية سباقاً مع الزمن — كانت فاطمة محمد، القابلة الخمسينية، تقف يوماً ما بلا أمل أمام مهمتها الإنسانية: حماية الأمهات في لحظات الولادة الحرجة. ومع ذلك، كان قلبها واسعاً كاتساع الجبال من حولها، تنبض فيه رغبة لا تخبو لإنقاذ الأرواح. على مدى أكثر من 20 عاماً، مارست فاطمة عمل القِبالة متسلّحة بالمعرفة الأساسية التي اكتسبتها قبل عقود، معتقدة أن خبرتها وما تعلمته آنذاك هو كل ما يتطلبه هذا المجال — إلى أن التحقت ببرنامج تدريب مُحدَّث للقابلات في ريمة، ضمن مشروع الطوارئ التوليدية المنفَّذ من قبل AGF بالشراكة مع UNFPA، والذي فتح أمامها باباً جديداً في مسيرتها المهنية. وتروي فاطمة تجربتها قائلة: "كنت أعمل بمعرفة قديمة حتى جاء هذا المشروع الذي أعادني إلى الحياة. تعلمت كيف أتعرف على مخاطر لم أكن أعرفها من قبل، وأدركت أن مهمتي أكبر بكثير من مجرد مهنة." اليوم، وبعد حصولها على تدريب شامل، وبناء قدراتها، وتلقيها للحوافز المالية، أصبحت فاطمة واحدة من أبرز القابلات في منطقتها. لم تكتفِ بضمان الولادات الآمنة للنساء في مجتمعها، بل تحولت أيضاً إلى مُثقفة صحية، تطرق الأبواب، وتقدم النصائح، وتنشر الوعي، وتحذر من المخاطر، وتملأ قلوب الأمهات بالأمل عبر كلماتها المطمئنة. ورغم بلوغها هذا العمر، تقول فاطمة بثقة وابتسامة مشرقة: "التدريب جعلني أشعر وكأنني في الخامسة عشرة من عمري. أصبح لدي طاقة لأتعلم، وأعلم، وأبذل كل ما أستطيع لحماية أمهات قريتي." إن قصة فاطمة ليست مجرد بصيص أمل وُلد من رحم المعاناة؛ بل هي حكاية روح لا تشيخ ولا تستسلم، ومشروع لم يغيّر حياتها فحسب، بل لا يزال يرفع من شأن الكثيرين في قريتها البسيطة. المزيد
سعــدة… قابلة تعيد بناء نفسها لإنقاذ أمهات الريف في “برَع” غرب اليمن قصة نجاح صنعتها مؤسسة كل البنات للتنمية (AGF) بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) في منطقة ريفية نائية، حيث تحوِّل التضاريس الوعرة وبُعد المرافق الصحية رحلة البحث عن الرعاية الطبية إلى مخاطرة بحد ذاتها — تقف سعدة، القابلة التي أصبحت ركيزة أمان لنساء مجتمعها في قرية المغربة بمديرية برَع في محافظة الحديدة. لسنوات طويلة، مارست سعدة مهنة القِبالة، تساعد النساء في الولادة المنزلية اعتماداً على خبرة اكتسبتها مع الزمن. لكنها كانت تدرك دائماً أن معرفتها محدودة، خصوصاً عند مواجهة مضاعفات الولادة — تلك اللحظات التي تتوقف فيها قدرتها، ويكون الأمل خارج متناول اليد. تغيّر ذلك الواقع تماماً عندما التحقت سعدة بمشروع الطوارئ التوليدية المنفَّذ من قبل AGF بالشراكة مع UNFPA. فقد تلقت تدريباً مكثفاً في مستشفى السبعين للأمومة والطفولة بصنعاء، واكتسبت مهارات متقدمة ومعرفة مهنية مكّنتها من التعامل مع الولادات عالية الخطورة وإنقاذ حياة الأمهات والمواليد في اللحظات الحرجة. وتروي سعدة رحلتها بامتنان قائلة: "قبل التدريب، كنت أحوّل أي حالة خطيرة إلى خارج المنطقة لأنني لم أكن أعرف كيف أتعامل مع المضاعفات. اليوم، أستطيع اتخاذ إجراءات منقذة للحياة قبل فوات الأوان — للأم وطفلها معاً." انتقلت سعدة من كونها قابلة تقليدية إلى واحدة من أكثر مقدّمات الرعاية الصحية ثقة في مجتمعها. فقد خفّضت استجابتها السريعة ومهاراتها في الطوارئ الحاجة للإحالات المكلفة، مما خفّف العبء عن الأسر محدودة الدخل. بالنسبة لسعدة، فإن عملها في مركز المغربة الصحي ليس مجرد وظيفة — بل رسالة حياة. وهي، مدركةً لمعاناة الأسر الريفية، تُعبّر عن امتنانها للدعم المالي الذي قدّمه المشروع، والذي ساعدها على الاستمرار بقوة وتفانٍ في رعاية كل أم تحتاج إليها. إن قصة سعدة ليست مجرد قصة قابلة اكتسبت مهارات جديدة؛ إنها رحلة إنسانية عميقة لقلب أصبح جزءاً من كل ولادة آمنة — ولسيدة تحوّلت إلى رمز للثقة والأمل في مجتمعها بأكمله. المزيد
من قابلة إلى منقذة حياة: قصة أمرية في القوة والمهارة قصة نجاح صنعتها مؤسسة كل البنات للتنمية (AGF) بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) في جبال مديرية السلفية بمحافظة ريمة، حيث قد تتحوّل رحلة الوصول إلى الرعاية الصحية إلى مخاطرة تهدد الحياة، تقف أمرية كطوق نجاة لأمهات مجتمعها. في مستشفى المسجدين، تحمل على عاتقها مسؤولية مرافقة النساء خلال أكثر لحظاتهن ضعفاً. لسنوات طويلة، اعتمدت أمرية على معرفة تقليدية أساسية. كانت تطمح إلى ما يتجاوز مجرد توليد الأمهات؛ كانت تريد القدرة على إنقاذ الأرواح في حالات الطوارئ. وجاءت الفرصة من خلال مشروع الطوارئ التوليدية المنفَّذ من قبل AGF بالشراكة مع UNFPA، والذي أعاد إحياء خدمات المستشفى وقدم لها تدريباً متخصصاً في التعامل مع مضاعفات الحمل والولادة. وتقول أمرية عن رحلتها: "كل ما كنت أحتاجه هو من يضيء لي الطريق بالمعرفة. اليوم، أفخر أنني أنقذت أمهات كنّ على حافة الخطر — وهذا الشعور وحده يدفعني لأتعلم أكثر." أصبحت أمرية الآن صوتاً صحياً موثوقاً في منطقتها، تواصل تطوير مهاراتها وتقديم رعاية حاسمة أسهمت في تقليل الحاجة للإحالات البعيدة المكلفة والخطرة — مما خفف العبء عن الأسر في المنطقة. وتضيف بثقة وإيمان عميق: "الأجر الحقيقي من السماء، فحياة الإنسان لا تُقدّر بثمن. الآن أدرك أن رسالتي أكبر وأوضح وأكثر معنى من أي وقت مضى." إن رحلة أمرية مثال حيّ على كيف يمكن للدعم المستهدف والتدريب المتخصص أن يحول العاملين الصحيين إلى منقذي حياة — والمجتمعات الريفية إلى أماكن أكثر أمناً وقوة لولادة النساء. المزيد
سوسن… قلب يفيض إخلاصاً وقابلة تنسج الأمل في حياة أمهات ريمة قصة نجاح ممكنة بفضل مؤسسة كل البنات للتنمية (AGF)، بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) في مستشفى الثُّلَيا العام بمديرية الجبين – قلب محافظة ريمة – تقف سوسن كمنارة للرحمة والالتزام. كل يوم، تحمل على عاتقها ثِقَل رسالتها الإنسانية: حماية الأمهات ومنحهن مساحة آمنة للرعاية، عملية ولادة تلو الأخرى. في يوم لا يُنسى، تحولت مهارات سوسن وتفانيها إلى طوق نجاة لأم كانت على وشك فقدان حياتها. خلال ولادة معقدة لتوأم، واجهت الأم مضاعفات خطيرة مهددة للحياة. لكن بفضل معرفة سوسن المهنية، وحدسها السريع، والتدريب المتقدم الذي تلقته ضمن مشروع الطوارئ التوليدية المنفَّذ من قبل AGF بالشراكة مع UNFPA، تدخلت هي والطبيب المناوب بسرعة وحزم، فأنقذا الأم وطفلتيها المولودتين. كعربون امتنان عميق، أطلقت الأسرة على إحدى الطفلتين اسم "سوسن" تكريماً للقابلة التي غيرت مصيرهم وأنقذت حياتهم. لكن مهمة سوسن لا تتوقف عند غرفة الولادة؛ فهي تكرّس وقتها لرفع الوعي بين النساء اللواتي يزرن المستشفى، تستمع لاحتياجاتهن، تقدم لهن نصائح مخصصة، وتضمن أن تحصل كل أم على الرعاية التي تستحقها — رعاية تحترم ظروفهن الاجتماعية وحقهن في أمومة آمنة. وتقول سوسن بفخر: "أثمن هدية قدمها لي هذا المشروع هي المعرفة والتدريب، فقد منحاني القوة وبناء الثقة لاتخاذ القرار الصحيح في اللحظات الحرجة لحماية الأمهات." وتضيف بامتنان عميق: "أشكر مؤسسة كل البنات للتنمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان لمنحي الأدوات التي ساعدتني على التطور شخصياً ومهنياً. بفضل هذا المشروع، أصبح لعملي معنى أكبر — لم يعد مجرد مساعدة، بل إنقاذ أرواح وصناعة بدايات جديدة." إن قصة سوسن ليست حكاية أم واحدة نجت؛ بل هي قصة امرأة اختارت أن تكون الملاذ الآمن لكل أم في حاجة، ويداً حانية تزرع الأمل في قلوب عشرات الأسر. المزيد
نور… من حلم بعيد إلى واقع مزدهر: حين تتفتح الإرادة داخل بيت محمي لم يخطر ببال نور، وهي التي تجاوزت الخمسين من عمرها، أنها ستملك يوماً مشروعاً خاصاً بها يمنحها دخلاً ثابتاً وشعوراً بالاستقلال والثقة. إلا أنها تقف اليوم وسط محصولها المزدهر من الخيار، تراقب نموه بكل فخر وامتنان، وتبتسم قائلة: "لم أتوقع يوماً أن أصبح سيدة أعمال… لكنني اليوم أعيش هذا الحلم." تُعد نور واحدة من بين 25 امرأة حصلن على حقيبة تمكين اقتصادي متكاملة ضمن مشروع الصحة والحماية الذي تنفذه مؤسسة كل البنات للتنمية بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA). لم تكن هذه الحقيبة مجرد أدوات زراعية، بل كانت مفتاح بداية جديدة وتجربة غيّرت مسار حياتها. ورغم عمرها، أظهرت نور طاقة وحماساً لافتين خلال تدريب الزراعة في البيوت المحمية. وبعد أن تسلّمت بيتها المحمي، سارعت إلى زراعة أول محصول لها: الخيار. اعتنت به كما لو أنه بذور أحلامها نفسها. وجاء الحصاد الأول ليمنحها شعوراً نادراً بالرضا—وكأنها تحصد ثمار صبر وإصرار امتدّا لسنوات طويلة. اليوم ترى نور نفسها بصورة مختلفة تماماً: امرأة قادرة، منتِجة، ومستقلة. وقلبها ممتلئ بالامتنان لكل من آمن بها وأسهم في تمكينها لتصل إلى ما هي عليه الآن. المزيد