كان الوصول إلى المياه النظيفة حقاً مهدداً في قرية دير عبد ربه، محافظة الحديدة، لمواجهة هذا التحدي الإنساني والمجتمعي، تم إطلاق "مشروع الخدمات الأساسية للمياه والإصحاح البيئي"، بتمويل من صندوق اليمن الإنساني (YHF)، وتنفيذ ميداني فعال من مؤسسة كل البنات للتنمية. قبل تدخل المشروع، كان أهالي دير عبد ربه يعانون من نظام توزيع غير كافي للمياه. كان وصول الماء شحيحاً لدرجة أنه أصبح مصدراً رئيسياً للقلق والإجهاد اليومي. يشهد المستفيد علي محمد على حجم الصعوبة: "قبل هذا المشروع، كان الماء لا يصل إلينا إلا كل ثالث يوم، وكان وقت توفر المياه لا يتجاوز ساعة إلا ربع فقط. كانت حياتنا مُعلقة بهذا الجدول الزمني الصعب والذي تحول الى عبء حقيقي لنا، مما أثر على الصحة والنظافة العامة بشكل كبير". وهذا النقص الحاد في أبسط الخدمات أدى إلى تدهور نوعية الحياة واستهلاك وقت وطاقة أفراد المجتمع في الانتظار بدلاً من التعليم والإنتاج. ركزت مؤسسة كل البنات للتنمية في هذا المشروع على تقديم حلول مستدامة للمجتمع المحلي والنازحين لضمان أن يكون الوصول إلى المياه حقاً مكفولاً للجميع وغير منقطع وذلك من خلال: تركيب مضخات مياه شمسية وربطها بالشبكات، مما أمن تدفق المياه بشكل مستمر ودون الاعتماد على الوقود المكلف، و بناء خزانات مياه خرسانية برجية لزيادة السعة، وإنشاء غرف ضخ وتحكم، إنشاء نقاط مياه جديدة، وتجهيز حمامات طوارئ في التجمعات، مع مراعاة خاصة لتركيب وحدات مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، وتنفيذ حملات واسعة لإزالة المخلفات الصلبة والتخلص منها، لخلق بيئة صحية داعمة. كان أثر المشروع قوياً ومستداماً، لقد انتقل المجتمع من حالة التوتر والانتظار إلى الاكتفاء والتحرر من عبء نقص وشحة المياه. يلخص المستفيد علي محمد هذا التحول العظيم في جملة واحدة: "وبعد هذا المشروع الذي نفذته مؤسسة كل البنات الآن الماء عندنا في البيوت 24 ساعة." هذه النتيجة لا تعني فقط تحسناً في الإمداد، بل تعني استعادة الكرامة المجتمعي، لقد تحرر الأفراد من عبء نقل المياه والانتظار، مما عزز الصحة العامة، وأعاد للمجتمع الشعور بالسيطرة على حياتهم اليومية. بفضل دعم YHF، نجحت مؤسسة كل البنات في بناء نظام خدمي مستدام أعاد الحياة إلى قرية دير عبد ربه.