قصة نجاح صنعتها مؤسسة كل البنات للتنمية (AGF) بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)
في منطقة ريفية نائية، حيث تحوِّل التضاريس الوعرة وبُعد المرافق الصحية رحلة البحث عن الرعاية الطبية إلى مخاطرة بحد ذاتها — تقف سعدة، القابلة التي أصبحت ركيزة أمان لنساء مجتمعها في قرية المغربة بمديرية برَع في محافظة الحديدة.
لسنوات طويلة، مارست سعدة مهنة القِبالة، تساعد النساء في الولادة المنزلية اعتماداً على خبرة اكتسبتها مع الزمن. لكنها كانت تدرك دائماً أن معرفتها محدودة، خصوصاً عند مواجهة مضاعفات الولادة — تلك اللحظات التي تتوقف فيها قدرتها، ويكون الأمل خارج متناول اليد.
تغيّر ذلك الواقع تماماً عندما التحقت سعدة بمشروع الطوارئ التوليدية المنفَّذ من قبل AGF بالشراكة مع UNFPA. فقد تلقت تدريباً مكثفاً في مستشفى السبعين للأمومة والطفولة بصنعاء، واكتسبت مهارات متقدمة ومعرفة مهنية مكّنتها من التعامل مع الولادات عالية الخطورة وإنقاذ حياة الأمهات والمواليد في اللحظات الحرجة.
وتروي سعدة رحلتها بامتنان قائلة: "قبل التدريب، كنت أحوّل أي حالة خطيرة إلى خارج المنطقة لأنني لم أكن أعرف كيف أتعامل مع المضاعفات. اليوم، أستطيع اتخاذ إجراءات منقذة للحياة قبل فوات الأوان — للأم وطفلها معاً."
انتقلت سعدة من كونها قابلة تقليدية إلى واحدة من أكثر مقدّمات الرعاية الصحية ثقة في مجتمعها. فقد خفّضت استجابتها السريعة ومهاراتها في الطوارئ الحاجة للإحالات المكلفة، مما خفّف العبء عن الأسر محدودة الدخل.
بالنسبة لسعدة، فإن عملها في مركز المغربة الصحي ليس مجرد وظيفة — بل رسالة حياة. وهي، مدركةً لمعاناة الأسر الريفية، تُعبّر عن امتنانها للدعم المالي الذي قدّمه المشروع، والذي ساعدها على الاستمرار بقوة وتفانٍ في رعاية كل أم تحتاج إليها.
إن قصة سعدة ليست مجرد قصة قابلة اكتسبت مهارات جديدة؛ إنها رحلة إنسانية عميقة لقلب أصبح جزءاً من كل ولادة آمنة — ولسيدة تحوّلت إلى رمز للثقة والأمل في مجتمعها بأكمله.