فاطمة هزازي، فتاة تبلغ من العمر 18 عاماً من مديرية بني قيس، بمحافظة حجة. هي البنت الأكبر لأسرة هزازي المكونة من 10 أفراد. يعمل والدها في مجال البناء إلا أنه أصبح عاطلاً عن العمل بسبب الحرب المستمرة في البلاد، الأمر الذي أدى الى تدهور الوضع المعيشي لأسرته. فاطمة هي واحدة من عشرين امرأة تم استهدافهن من قبل برنامج الأمن الغذائي والتغذية باليمن من خلال تدخل تنمية صناعة السعف الممول من الوكالة الألماني للتعاون الدولي (GIZ) والمُنفذ من قِبَل مؤسسة كل البنات للتنمية (AGF) في محافظة حجة. لقد كانت فاطمة هي الفتاة الأصغر سناً في المجموعة التي تم تدريبها، لكنها الأكثر اجتهاداً والتزاماً، "فاطمة تفهم الأشياء سريعاً حتى أنها كانت تساعدني في تدريب النساء الأخريات. لقد كانت رائعة، بل كانت تعطي الأمل لكل من حولها" مدربة فاطمة تتحدث عنها. فاطمة تعرف جيداً أن حلاوة الحياة تكمن في مقدار ما تعطي وليس بمقدار ما تأخذ. لقد أخذت على عاتقها مسؤولية تدريب خمس من صديقاتها وبنات قريتها اللواتي لم يتمكن من الالتحاق بالتدريب، بما في ذلك "حليمة" ابنة حارس المدرسة التي أقيم فيها التدريب. "العديد من صديقاتي وجاراتي كانوا متحمسين للالتحاق بالتدريب، لكن 20 امرأة فقط تم استهدافهن. لقد قمت بمساعدة خمس منهن على تعلم تجهيز السعف والغزل، وإضافة الصبغات. يأتين الى منزلي بعد الظهر وأقوم بالشرح لهن ومن ثم نعمل سوياً في صناعة منتجات مختلفة. أنا سعيدة بأنني تمكنت من تدريب صديقاتي، لقد أصبحن قادرات على صناعة منتجاتهن من دون أي مساعدة من أحد "فاطمة تتحدث عن دورها في تدريب صديقاتها". بعد أسبوع واحد من انتهاء التدريب، تمكنت فاطمة من البدء في مشروعها، فهي الآن تنتج 20 قطعة شهرياً، 15 منها يقوم والدها ببيعها في السوق، 5 قطع تقريباً تقوم ببيعها في قريتها. "تقريباً عشرة آلاف ريال بالشهر، أحياناً تزيد وأحياناً تنقص" فاطمة تشير الى المبلغ الذي تربحه خلال الشهر. على الرغم من أن هذا المبلغ لا يُعد كثيراُ لكنه يمثل الكثير لأسرة فاطمة في ظل الوضع الحالي للبلاد، وفي ظل فقدان أبيها لمصدر دخله، كما أشارت فاطمة: "هذا المبلغ يساعد والدي في توفير الغذاء للبيت، لقد أصبح والدي كبير في السن ولم يعد هناك أشغال هذه الأيام". فاطمة اليوم هي مسؤولة الاتصال لمجموعة النساء اللواتي تم تدريبهن في عزلة ربع البوني بمديرية بني قيس، وتقدم الاستشارات والمساعدة لزميلاتها لضمان جودة منتجاتهن "حتى بعض النساء اللواتي تم تدريبهن، يأتين إليّ لمساعدتهن في عمل التحسين ومقابض اليد لمنتجاتهن، فهذا يساعدهن كثيراً لبيع منتجاتهن بأسعار حلوة. في بعض الأحيان، أشعر بكثرة العمل خاصة عندما يكون هناك طلبات كثيرة وهن يأتين إليّ، لكني لا أستطيع أن أرفض" تتحدث فاطمة عن دورها في مساعدة صديقاتها. ونظراً لتفانيها في عملها واجتهادها، فقد قام برنامج الأمن الغذائي والتغذية في اليمن بدعوة فاطمة للمشاركة في المعرض المقام من قبل الوكالة الألمانية للتعاون الدولي بصنعاء بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وتمكنت خلال ذلك المعرض من الترويج لمنتجاتها ومنتجات زميلاتها وتمكنت أيضاً من بيع حوالي 45 قطعة من تلك المنتجات. فكم هي رائعة روح تلك الفتاة، فاطمة، المليئة بالحب والرغبة في التعلم ومساعدة الآخرين.