في بلدٍ يُعد من أعلى الدول العربية في معدلات وفيات الأمهات، نتيجة تدهور النظام الصحي خاصة في المناطق الريفية، تبرز قصص نجاح تُعيد للقلوب الطمأنينة وتمنح للحياة معناها من جديد. نجلاء بلغيث، 35 عاماً، تعمل مع زوجها في قطاع التعليم بمدارس مديرية المنيرة بمحافظة الحديدة، إلا أن توقف الرواتب منذ اندلاع الحرب فاقم معاناتهما المعيشية. كانت نجلاء إحدى المستفيدات من مشروع خدمات الصحة الإنجابية المتكاملة المنفذ من قبل مؤسسة كل البنات للتنمية في مستشفى المنيرة الريفي بتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، والذي قدّم لها خدمات مجانية أسهمت في إنقاذ حياتها وحياة طفلها. عانت نجلاء من ثمانية حالات إجهاض سابقة ونزيف متكرر في كل حمل. تقول نجلاء: "رغم ظروفي الصعبة، كنت أتابع مع الطبيب في الأشهر الأولى من كل حمل، لكن النزيف كان يستمر وينتهي الأمر دائماً بالإجهاض، رغم أن الفحوصات كانت تؤكد أنني لا أعاني من أي مرض عضوي." تقول الدكتورة المشرفة على حالتها: "عندما زارتنا نجلاء في مستشفى المنيرة الريفي، كانت في الشهر الثاني من حملها التاسع وتعاني من قلق شديد وخوف من فقدان الجنين مرة أخرى. بعد الفحوصات، تبين وجود جلطات دموية صغيرة كانت سبباً في الإجهاضات السابقة، فقمنا بوصف الأدوية اللازمة ومتابعة حالتها على مدى 12 زيارة ناجحة." بعد تسعة أشهر من المتابعة الدقيقة والعناية المستمرة، وضعت نجلاء طفلها بعملية قيصرية ناجحة، وكان الطفل بصحة جيدة ومكتمل النمو، لتُختتم بذلك رحلة طويلة من الألم بولادة فرحٍ جديدٍ يختصر معنى الصبر، ويُعيد للحياة نبضها الدافئ.