سلام حميد - من الفئة المهمشة في مديرية باجل , متزوجة ولديها ثلاث بنات بعمر الزهور وثلاثة أولاد لايكاد يتجاوز أصغرهم الاربعة أشهر . سلام لم تجد في محيطها الأسري أياً من أنواع السلام , بل واجهت من زوجها العنف اللفظي والنفسي بأقسى صوره , وتحملت أوزار المسؤولية بكل متاعبها , ومايزيد الأمر سوءاً ومايجعل من حياتها مأساة حقيقية هو تعرض سلام لـصراع بين ماتحصل عليه من دخل يومي , وبين (القات) الذي يطالبها زوجها بقيمة شراءه يومياً حتى وإن اضطر الأمر الى أن يأخذ منها المال لشراء القات رغماً عنها . تعمل سلام في مجال تطوير منتجات سعف النخيل (السلات) بمواصفات ومقاييس عالمية , ولم تجد ذلك الاقدام الذي تستحقه في تسويق منتجاتها , من هنا كان لمؤسسة كل البنات للتنمية الدور الفعال في المساهمة لتسويق هذه المنتجات من خلال التنسيق مع شركاء المؤسسة "مركز الأسر المنتجة في باجل" , حيث شهدت سلام في ذلك الحين ارتفاعاً ملموساً في مبيعاتها , وأتى دور المؤسسة في تشجيع سلام إنطلاقاً من مبدأ المسؤولية الاجتماعية وتمكين الحرفيين اقتصادياً من خلال الحفاظ على التراث التقليدي اليمني . وبينما بدأت شمس الأمل تشرق في حياة سلام فإذا بالحرب تقرع أجراسها إيذاناً بتردي الاوضاع الاقتصادية , حيث لم تعد سلام تملك سوقاً لبيع منتجاتها , وفي ظل التدهور الأمني والاقتصادي الذي شهدته البلاد , وبينما اعتلى صوت الأزمة على الجميع , كان من الصعب جداً على سلام دفع إيجار المنزل البسيط الذي كانت تسكنه هي وأسرتها , فما كان أمامها إلا أن تتخذ لها ولأسرتها (عشة ) في منطقة نائية في ضواحي مديرية باجل , هرباً من أهوال الحياة التي تكمن في المطالبة بالإيجارات وصعوبة إيجاد أبسط مقومات المعيشة . ومن هنا أيضاً ووسط تزاحم الظروف الصعبة , يأتي دور مؤسسة كل البنات للتنمية في تلبية نداء سلام , وذلك بالتواصل والتنسيق مع شركاء المؤسسة "مركز الأسر المنتجة في باجل" لتوفير مكان إقامة لـ سلام وأسرتها , بحيث تكفلت المؤسسة بدفع إيجار السكن وهذا مانتج عنه تخفيف لأعباء الحياة التي كانت تحملها سلام على عاتقها, ويأتي ذلك إيماناً من المؤسسة بأهمية وحتمية الدور والواجب الإنساني , الذي يعد الركيزة الأساسية لنشأة وعمل المؤسسات والمنظمات التنموية .