بينما تُعد نسبة الفقر في محافظة الحديدة من الأعلى في اليمن، واصل مشروع خدمات الصحة الإنجابية المتكاملة في مستشفى المنيرة الريفي، الذي تنفذه مؤسسة كل البنات للتنمية (AGF) بتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، تقديم خدماته المجانية وتسهيل وصول النساء إلى الرعاية الصحية. عباسة بحاري، امرأة في عقدها الثالث، أم لثلاث فتيات تتراوح أعمارهن بين 6 أشهر و5 سنوات، تعيش مع أسرتها في مديرية المنيرة. عانت عباسة من إصرار زوجها على إنجاب المزيد من الأطفال حتى يرزق بمولود ذكر، ورفضه استخدامها أي وسائل منع الحمل. خلال حملها بالطفل الرابع، عانت عباسة من نزيف مهبلي غير منتظم منذ الشهر الثاني، رغم تناول الأدوية بانتظام، ما استدعى رعاية خاصة، خصوصًا مع وجود طفلها الأصغر بحاجة للرعاية. تابعت عباسة حملها لدى الطبيبة المختصة في مستشفى المنيرة الريفي، الذي تنفذ فيه مؤسسة كل البنات للتنمية مشروع خدمات الصحة الإنجابية المتكاملة. ازداد تمسك عباسة بالجنين عندما علمت أن الجنين ذكر، على أمل أن يلتزم زوجها بوعده بمنحها فترة راحة بعد الولادة. تقول الدكتورة: "خلال الحمل، بدأ السائل الأمنيوسي بالتناقص (كمية السائل المحيط بالجنين داخل الرحم)، واستمر النزيف بشكل متكرر، وكانت حالة الأم حرجة. قمنا بإدخالها للمستشفى عدة مرات وإعطائها الأدوية اللازمة، مع متابعة أسبوعية للجنين على مدى 12 زيارة." في يوليو 2020، وُلد الطفل بنجاح، وبعد أكثر من شهر من الولادة، زارت عباسة المستشفى بصحة جيدة هي وطفلها، وطلبت وسيلة لمنع الحمل بعد استشارة طبية وموافقة زوجها.