قصة نجاح ممكنة بفضل مؤسسة كل البنات للتنمية (AGF)، بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)
في مستشفى الثُّلَيا العام بمديرية الجبين – قلب محافظة ريمة – تقف سوسن كمنارة للرحمة والالتزام. كل يوم، تحمل على عاتقها ثِقَل رسالتها الإنسانية: حماية الأمهات ومنحهن مساحة آمنة للرعاية، عملية ولادة تلو الأخرى.
في يوم لا يُنسى، تحولت مهارات سوسن وتفانيها إلى طوق نجاة لأم كانت على وشك فقدان حياتها. خلال ولادة معقدة لتوأم، واجهت الأم مضاعفات خطيرة مهددة للحياة. لكن بفضل معرفة سوسن المهنية، وحدسها السريع، والتدريب المتقدم الذي تلقته ضمن مشروع الطوارئ التوليدية المنفَّذ من قبل AGF بالشراكة مع UNFPA، تدخلت هي والطبيب المناوب بسرعة وحزم، فأنقذا الأم وطفلتيها المولودتين.
كعربون امتنان عميق، أطلقت الأسرة على إحدى الطفلتين اسم "سوسن" تكريماً للقابلة التي غيرت مصيرهم وأنقذت حياتهم.
لكن مهمة سوسن لا تتوقف عند غرفة الولادة؛ فهي تكرّس وقتها لرفع الوعي بين النساء اللواتي يزرن المستشفى، تستمع لاحتياجاتهن، تقدم لهن نصائح مخصصة، وتضمن أن تحصل كل أم على الرعاية التي تستحقها — رعاية تحترم ظروفهن الاجتماعية وحقهن في أمومة آمنة.
وتقول سوسن بفخر: "أثمن هدية قدمها لي هذا المشروع هي المعرفة والتدريب، فقد منحاني القوة وبناء الثقة لاتخاذ القرار الصحيح في اللحظات الحرجة لحماية الأمهات."
وتضيف بامتنان عميق: "أشكر مؤسسة كل البنات للتنمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان لمنحي الأدوات التي ساعدتني على التطور شخصياً ومهنياً. بفضل هذا المشروع، أصبح لعملي معنى أكبر — لم يعد مجرد مساعدة، بل إنقاذ أرواح وصناعة بدايات جديدة."
إن قصة سوسن ليست حكاية أم واحدة نجت؛ بل هي قصة امرأة اختارت أن تكون الملاذ الآمن لكل أم في حاجة، ويداً حانية تزرع الأمل في قلوب عشرات الأسر.