لم يخطر ببال نور، وهي التي تجاوزت الخمسين من عمرها، أنها ستملك يوماً مشروعاً خاصاً بها يمنحها دخلاً ثابتاً وشعوراً بالاستقلال والثقة. إلا أنها تقف اليوم وسط محصولها المزدهر من الخيار، تراقب نموه بكل فخر وامتنان، وتبتسم قائلة: "لم أتوقع يوماً أن أصبح سيدة أعمال… لكنني اليوم أعيش هذا الحلم."
تُعد نور واحدة من بين 25 امرأة حصلن على حقيبة تمكين اقتصادي متكاملة ضمن مشروع الصحة والحماية الذي تنفذه مؤسسة كل البنات للتنمية بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA). لم تكن هذه الحقيبة مجرد أدوات زراعية، بل كانت مفتاح بداية جديدة وتجربة غيّرت مسار حياتها.
ورغم عمرها، أظهرت نور طاقة وحماساً لافتين خلال تدريب الزراعة في البيوت المحمية. وبعد أن تسلّمت بيتها المحمي، سارعت إلى زراعة أول محصول لها: الخيار. اعتنت به كما لو أنه بذور أحلامها نفسها. وجاء الحصاد الأول ليمنحها شعوراً نادراً بالرضا—وكأنها تحصد ثمار صبر وإصرار امتدّا لسنوات طويلة.
اليوم ترى نور نفسها بصورة مختلفة تماماً: امرأة قادرة، منتِجة، ومستقلة. وقلبها ممتلئ بالامتنان لكل من آمن بها وأسهم في تمكينها لتصل إلى ما هي عليه الآن.