كان يعمل الحرفي ياسر لدى إحدى محلات صناعة القمريات في صنعاء كـ (عامل) بأجر يومي زهيد ، ويتعرض لأقسى معاملات الاضطهاد والمعاناة والأجر الغير عادل ، توالت الايام وازداد الأمر سوءاً ولم يكن الأجر الزهيد الذي يحصل عليه قادر على سد الاحتياجات الاساسية له ولزوجته وأطفاله ، فقرر ياسر المطالبة برفع الأجر اليومي بما يعادل الجهد الذي يبذله في العمل ، وكانت هذه المطالبه التي كانت من حقوقه سبباً في طرده من العمل !!! وكما يقول المثل العربي : لمن تشتكي اذا كان خصمك القاضي!! شعور تتحسر منه الأفئدة عندما ترى رجلاً مخلصاً في عمله كان جزاءه الطرد من العمل لمجرد مطالبته بأبسط حقوقه ، يرى زوجته وأطفاله لامعيل لهم ، و يواجه مرارة الاحتياج . تجول ياسر هنا وهناك باحثاً عن لقمة عيش كريمة ، حتى سمع بأن مؤسسة كل البنات للتنمية تدعم الحرفيين اليمنيين ، فذهب للمؤسسة و روى للمختصين ماقد مر به ، وطالب بإعطائه فرصه لإثبات نفسه "علماً بأنه يفتقد لمهارة صنع القوالب" . فعملت المؤسسة على إعطائه فرصة لإبراز حرفته في سوق العمل ، حيث وفرت له قوالب جاهزه ، وقامت بعمل طلبية منه بحدود 200 قطعة ، وقدم ياسر هذه الطلبيه بنجاح وتم تكريمه في فعالية افتتاح حملة "ألوان القمريات تجمعنا2017" والتي أسهمت المؤسسة من خلالها في إحياء التراث اليمني ورفع دخل الأسر المنتجة للحرف الإقتصادية وعلى رأسها صناعة القمريات ، وعبرت المؤسسة عن رفضها للأجر الغير عادل والتعامل الاضطهادي الذي مارسه رئيس العمل السابق على ياسر ، وتعاملت مع هذا الحرفي بمعايير التجارة العادله والتي من أهمها : الشفافية والعدالة في السعر ، وأصبح لـ ياسر إسمه ومكانته وعمله الخاص في سوق الحرفيين.